حركة تنقلات أم تصعيدات أم خلافات أم تعليمات؟

لكل حركة عنوان يعبر عن بعض دلالات مجريات الأمور، ويرسم بعض خطوط كواليسها المعقدة. وحركة اليوم الصادرة لنقل رئيس شركة عجيبة ليشغل منصب رئيس بتروبل، وتصعيد مدير عمليات عجيبة لرئاستها، ليست حركة بالمعنى العام، ولكنها تبدو كتعليمات مباشرة للتغلب على وضع معين لا يجب أن يستمر، وهو ترك بتروبل بلا قيادة، وهي أكبر شركة في مصر، ولا يستقيم معها هذا الوضع.

ويبدو في هذا التعيين أنه جرى الاتفاق على الاسم المرشح منذ فترة دون الدخول في تفاصيل حركة موسعة تشمل تغييرات وتنقلات تشير الأجواء والأحداث إلى ضرورة إجرائها، وكنا أول من توقع هذا التعيين منذ فترة بناءً على مبررات ومعايير قوية تؤيد هذا الترشيح، حتى في ظل وجود بعض التكهنات بأسماء قيادات أخرى، وهو الأمر المعتاد في مثل هذه الظروف على أي حال.

ويؤكد هذا التوجه تصعيد قيادة من عجيبة ذاتها لقيادتها، وهو ما يشير بقوة إلى عدم الرغبة في إجراء تغييرات موسعة في هذا التوقيت، ويؤكد ذلك أن منصب بتروسيله ما زال شاغراً، وإن كان ليس بأهمية بتروبل بالطبع.

أشرنا مسبقاً إلى أيام الحذر، ونحن الآن في قلبها، وفي مثل هذه الأيام لا يُحبَّذ إجراء تغييرات جوهرية تؤدي إلى فرض واقع جديد على مجريات الأحداث في المستقبل، خاصة في ظل الحديث عن تغيير شكل الحكومة الحالية جذرياً بعد أيام قليلة. وفي هذه الظروف تكون التعليمات واضحة بتوخي الحذر والدقة فيما يُتخذ من قرارات، وأن تبتعد قدر الإمكان عن فرض أمر واقع جديد كما أسلفنا.

ويمكن أيضاً أن تكون هناك بعض الآراء المتضاربة حول التغييرات أو الترشيحات، وجدت طريقها إلى مكتب الوزير، فآثر أن يصدر ما تم الاتفاق عليه فقط، ولحين استكمال المشاورات في الشكل الموسع للحركة كما كان منتظراً.

على العموم، سواء كانت هذه الحركة نتيجة تعليمات أم خلافات، فهي محدودة بالشكل الذي يفي بالغرض منها على الأقل مرحلياً، ويجعل الاختيارات القادمة تتم في ظروف أكثر تركيزاً، وتزيد فيها نسبة الاتفاق على الشخصيات المرشحة. لأن الواقع يقول إن هناك حاجة بالفعل إلى حركة موسعة يجب أن تطال عدة شركات مؤثرة في قطاع البترول وفي مختلف أنشطته، ولكن يبدو أن وقتها لم يحن بعد، لسبب أو لآخر.

المستقبل البترولي