الإثنين 01 سبتمبر 2025 الموافق 09 ربيع الأول 1447

شخصيات: محمود ناجي..صعيدي في الجامعة البترولية

549
المستقبل اليوم

لمن لا يعلم، قطاع البترول يمثل جامعة كبيرة، جامعة حياتية معقدة مملوءة بالكثير من الخبرات والمواقف، وجامعة فنية لا يُستهان بها. ربما لم تُفتتح به بعد أقسام للسياسة، ولكنها بالضرورة ستكون حاضرة على مائدته قريباً.

محمود ناجي دخل هذه الجامعة مثله مثل أي طالب يستطلع خطوات الحياة، لا يرى فيها إلا مثاليتها وعلومها. هو ليس صعيدياً ولكن الجامعة جعلته كذلك. لم يكن إلا شاباً يريد الحياة في هذا المجتمع الكبير المتشابك، وتفوّق في عمله مثل أي طالب مجتهد في الجامعة. لفت إليه الأنظار، ولقي استحساناً من القيادات الكبرى، فكان أصغر معاون لوزير البترول.

لم تسمع عنه سوى أخبار العمل، وكان دينامو تحركات وتلبية احتياجات عموم البلاد من المنتجات البترولية. وعندما تغيّرت الأشخاص والقيادات تغيّر الهوى بالتبعية، وهذا لا يضير ولا يغضب أحداً. وذهب إلى الصعيد وهو بنفس زهو الطالب المجتهد الذي يلتحق بالجامعة لأول مرة. يحمل نفس الشعور ونفس الحماس الذي دخل به جامعة البترول لأول مرة.

اتجه إلى معقل الرجال الأشداء في وطننا، وانتقل ليرى مصر الحقيقية التي تغوص في أعماق التاريخ. ذهب ليرى مصر في صعيدها الحار وأبنائها الذين يعرفون قدر ومقدار العمل والجهد. ذهب ليعرف أن مصر هناك ليست هي مصر التي يعيش فيها بعض المُرفّهين الذين لا يملّون من الشكوى من أي شيء. رأى مصر على اتساعها وعظمتها التاريخية والجغرافية.

ومن لا يعلم فإن هذه الرحلة ستكون مرحلة صقل وصهر لشخصيته، ليصبح أكثر عناداً على تحقيق النجاح. كثير من شباب الصعيد جاء إلى القاهرة لينجح، ولكنه هو من ذهب إلى الصعيد ليكون بوابة هذا الشاب ليصبح من الأسماء اللامعة عندما (يحين زمنه)، بعدما يكون تقلّد لقب صعيدي من الدرجة الممتازة. وانتظروا من الصعايدة ما لا تتوقعون، مثلما حدث في الجامعة.والأيام بيننا.

#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط