لماذا توقف الحديث عن زيادة المعاش التكميلي ؟

فجأة، توقف الحديث عن زيادات المعاش التكميلي، فلا المستحق طال ما تم تقريره، ولا ما يُظن أنه مستحق. كل الوعود تبخرت، وأصبح ما كنا نتمناه يحيط به الغموض.
ولم نرَ طوال الفترة الماضية إلا تصريحًا أو كلامًا أُثير وسط الجلسات للنقابي أشرف المحروقي، نائب رئيس نقابة البترول وعضو لجنة المعاش التكميلي، يقول فيه إنه لا يجب تحميل وزير البترول مسئولية ضم آخرين لزيادات المعاش التكميلي، لأن الأمر منوط بجهة واحدة وهي هيئة الرقابة المالية، في إشارة منه ربما لتصحيح مسار الحديث عن الموضوع، أو ربما دفاعًا غير مبرر عن الوزير، الذي لم يكن يومًا في موضع اتهام.فالكل يعلم أن الوزير وحده هو من حرّك الأمر وأحياه في عقول وأذهان وآمال أصحاب المعاشات، ولا أحد غيره، على مدار سنوات طوال، مع أن نفس الأشخاص الذين اجتمعوا وتحدثوا عن المعاش، أصغر واحد فيهم سنًا مضى على بقائه في القطاع نيف وعشرون سنة، ولم نراه يوماً متحدثاً عن ذلك .
لكن فلننحِّ ذلك جانبًا، لأن حتى من نالهم نصيب الأسد من الزيادات لم يصرفوا حتى الآن. غير أن الناس، وخاصةً أصحاب المعاشات، لديهم رهانات كثيرة؛ أولها على إنسانية الوزير وحرصه عليهم باعتبارهم روادًا وأساتذة وبناة للقطاع، وثانيها أنهم يأملون في النقابة العامة للبترول ورجالها خيرًا، لأنها الجهة التي تستطيع وبكل قوة أن تتحدث عنهم، وأنا أعلم تمامًا أن هذا ليس من صميم عملها.
وهنا لابد من طرح سؤال على اللجنة ذاتها: أنتم الذين وضعتم الضوابط منذ البداية وقدّمتموها لهيئة الرقابة المالية، فكيف تناسيتم شريحة هم بالنسبة لكم ولنا جميعًا بمثابة الآباء والرواد؟ وهل ما قدمتموه غير خاضع للتغيير أو التعديل أو السحب وتقديمه مرة أخرى؟
ربما تكمن جذور المشكلة في أن ممثلي أصحاب المعاشات في اللجنة (وأقصد الأعضاء الذين خرجوا للمعاش) لا يزالون يشغلون مناصب داخل القطاع، ومن ثم قد يفتقدون الإحساس المرير بمدى حاجة غيرهم للزيادة لمواجهة ظروف الحياة وتوفير العلاج. وهنا لا يمكن أن نناشد هؤلاء طالما أنه لم يتبادر إلى أذهانهم منذ البداية ذلك الشعور.
وبالتالي يبقى الرهان على شباب اللجنة، وأولهم أشرف المحروقي، ويسبقه بخطوات قيادات القطاع وعلى رأسهم الوزير.
لا أظن أبدًا أن مناشدات أصحاب المعاشات تنطلق من باب توفير الرفاهية، ولا هم يريدون أن يدخروا من الزيادات للسفر إلى أوروبا أو تركيا للتنزه، ولا لشراء السيارات الفارهة، ولا حتى يفكرون في الزواج من جديد وتوفير عش زوجية.
الأمر كله أنهم يريدون نظرة من القطاع تجاههم، لأنهم في أشد الحاجة لأي زيادة — أياً كانت — في ظل الظروف الحالية. وأعتقد أن الذين يتقاضون رواتب مرتفعة ولا يزالون في الخدمة يعانون من ضغوط الحياة، فكيف بمن تقطعت بهم السبل لإيجاد أي مصدر دخل جديد؟
#المستقبل_البترولي