الأربعاء 26 نوفمبر 2025 الموافق 05 جمادى الثانية 1447

أخرهم محمد عوض..سيارة الوزير… بوابة لاكتشاف القيادات

197
المستقبل اليوم

لم تعد زيارات المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، إلى الشركات مجرد جولات تفقدية عابرة، بل أصبحت — بشهادة الواقع — أداة فعّالة لإحداث تغيير ملموس داخل القطاع.

فمنذ اللحظة الأولى التي نادينا فيها بأهمية هذه الزيارات، وأطلقنا مصطلح “سيارة الوزير على باب الشركة”، بدأنا نرى بالفعل سيارة الوزير تحط على أبواب الشركات في أوقات مختلفة، حاملة معها رسائل واضحة بأن مرحلة جديدة من المتابعة والتقييم قد بدأت.

هذه الزيارات أثمرت إيجابيات كثيرة، من أبرزها اكتشاف القيادات، وهو الهدف الذي يبدو أنه بات في مقدمة أولويات الوزير. 
وفي الزيارة الأخيرة لشركة بتروجلف مصر جاء القرار الأبرز باختيار المهندس محمد عوض رئيسًا لشركة بتروسيلة، المنصب الذي ظل شاغرًا لأسابيع منذ خروج المهندس خالد منصور إلى المعاش.


وقد بدت شركة بتروجلف خلال السنوات الماضية ليست مجرد شركة بترولية تؤدي دورها التشغيلي، بل باتت أشبه بـ مدرسة لإعداد وتخريج القيادات، ومحطة مهمة لتصعيد الكوادر إلى مواقع أكبر، فالتاريخ الحديث للشركة يُظهر بوضوح كيف خرج منها قيادات بارزة تقلدت مناصب مؤثرة داخل القطاع.

فقد تولى المهندس محمد بيضون رئاسة شركة سوكو بعد فترة قصيرة قضاها على رأس بتروجلف، كما شغل المهندس حازم حافظ منصب مدير العمليات لثلاث سنوات ثم انتقل رئيساً لشركة الوسطاني للبترول ، ثم انتقل المهندس عبدالوهاب المغوري لرئاسة شركة جابكو بعد سنوات من قيادته لبتروجلف.

ومن أبناء بتروجلف أيضًا خرج كل من:المهندس رشاد عبدالهادي الذي تولى رئاسة بتروسيلة سابقًا، وهو من أبناء بتروجلف ، والمهندس خالد عبدالسلام الذي انتقل لقيادة شركة عش الملاحة ثم رئاسة بدرالدين،وهو من قيادات بتروجلف، وأخيرًا وليس آخرًا جاء الدور على المهندس محمد عوض الذي يواصل مسيرة هذه المدرسة في إنتاج قيادات قادرة على حمل المسؤولية.

وعلى مدار 19 عامًا، استطاعت بتروجلف أن ترسخ مكانتها داخل قطاع البترول بوصفها شركة ذات تأثير، ليس فقط على مستوى الإنتاج، بل على مستوى تأهيل الكفاءات وصناعة القادة. واليوم، تبدو هذه الحقيقة أكثر وضوحًا مع كل زيارة وكل قرار يستند إلى معايير الأداء والكفاءة.

إن ما يحدث الآن يؤكد أننا أمام مرحلة جديدة من العمل في قطاع البترول، مرحلة تُمنح فيها الفرص لمن يستحق، ويُنظر فيها إلى الشركات باعتبارها منصات لتفريخ القيادات لا مجرد وحدات إنتاجية، وزيارات الوزير كريم بدوي — التي أثمرت الكثير — تبقى شاهدًا على أن التغيير حين يبدأ من أعلى، تتردد أصداؤه سريعًا في كل مكان.

وبين زيارة وأخرى، يظل السؤال الأهم: من ستكون القيادة القادمة التي ستكشف عنها “سيارة الوزير على باب الشركة”؟




تم نسخ الرابط