الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447

شخصيات على طاولة الأحداث: إبراهيم مكي وعلاء عبدالفتاح (5)

918
المستقبل اليوم

أيام قليلة ويغادر المهندس إبراهيم مكي طاولة الأحداث والمهام الصعبة. أكثر من 38 عامًا قضاها في سباق مع الزمن حتى وصل إلى قمة الهرم الوظيفي. لم يكن المشوار سهلًا، ولم يكن مستحيلًا. كان وجوده على طاولة الأحداث مؤثرًا واستطاع أن يصنع الفارق في قطاع البتروكيماويات.

فما بين بدايات شركة البتروكيماويات المصرية عام 1981، وشركات البتروكيماويات الحديثة التي تأسست بعد قانون حوافز الاستثمار لسنة 1997، مسيرة طويلة لهذه الصناعة، تطورت فيها المفاهيم والاحتياجات والشركات نفسها.

صناعة البتروكيماويات هي من أهم الصناعات الاستراتيجية لأي دولة، سواء كانت بترولية أو غير ذلك. صناعة تدخل في جميع مناحي الحياة ومتطلباتها، فلم يعد هناك احتياج يومي أو صناعي أو زراعي إلا وكانت البتروكيماويات جزءًا أساسيًا فيه. وقد اتجهت الدول البترولية الكبرى إلى هذه الصناعات الحيوية لتعظيم عوائد النفط والغاز من خلال القيمة المضافة.

لا ينكر أحد ما شهده قطاع البتروكيماويات المصري من تطور وإنشاء شركات حديثة تمتلك رؤوس أموال وإنتاجًا بمليارات الدولارات، بل وامتلكت ما يسمى بالفائض الهندسي. وكان إبراهيم مكي مهندسًا قياديًا في منظومة هذه النهضة بلا شك، وعمل على تطوير هذا القطاع الهام وجعل من شركاته نجومًا مضيئة في سماء هذا الوطن.

ومع ذلك، يبقى الأمل في حدوث طفرة جديدة يلحُّ على الأذهان. فهذه الصناعة هي الوحيدة القادرة على تحقيق الفرق المعجز، وإعادة قطاع البترول إلى سابق عهده كمصدر للثروة، لا قطاعًا يعتمد على الحكومة لتدبير احتياجاته في واقع مؤسف بل ومؤلم.

الرئيس القادم، علاء عبد الفتاح، أمامه مهمة صعبة؛ فهو لم يأتِ إلى وظيفة، بل جاء إلى مهمة وطنية. مهمة تقتضي الاطلاع على تجارب الدول في هذه الصناعة وكيف عملت على تنميتها بشكل استثماري صحيح. والتجربة السعودية قريبة ويمكن الاستفادة منها. كما أن وزارة قطاع الأعمال العام عنصر مهم في هذه الصناعة، ووجود المهندس محمد شيمي على رأسها يمثل إضافة يجب استغلالها، خاصة وهو يسعى لإعادة الحياة لبعض الصناعات، وفي مقدمتها صناعة إطارات السيارات والأحذية الرياضية، وكلاهما سوقه بالمليارات.

الطريق مفتوح أمام علاء عبد الفتاح للانطلاق واستغلال الفائض الهندسي الضخم الذي تمتلكه شركاته.
فلكل زمن رجاله وتوجهاته وظروفه. وقد أدى إبراهيم مكي مهمته بنجاح، ويكفي فخراً في سجله انه اعاد للحياة اكثر من 7 مشروعات كانت قد ماتت بالسكتة الدماغية الى الحياة، وعلى القادم أن يكمل المشوار عدوًا… لا مشيًا.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط