مجرد رأي: موسم الهجوم على الشئون الإدارية
متابعة الأحداث الجارية تصيبك بالهلع والدوار من كثرتها وتعدد أسبابها. فما بين احتفالات – بمعنى أو بغيره – إلى حوادث مميتة، إلى مطالبات وانتقادات على أي شيء وكل شيء، وصولًا إلى شركات تؤخّر مستحقات عامليها كعقاب جماعي على ذنب لم يرتكبوه. أمام كل ذلك تقف حائرًا: ماذا يجري في هذه الدنيا؟ ولماذا كل هذا التدافع المثير للحيرة والقلق؟
دنيانا بالفعل أصبحت مزدحمة بالأحداث، وكلما زادت أعداد الناس واحتياجاتهم زادت – بالطبع – المشاكل والغرائب. في السنوات الماضية كان قطاع البترول يمثّل واحة هادئة في هذا البحر المائج؛ عاملوه يتعاملون بهدوء ورضا، وإنتاجه يقف على الحياد بلا زيادة ولا نقص إلى حدٍّ بعيد، ودائرته كانت محكمة ضد غوائل الزمن والأحداث.
وفجأة وجدنا انكسار هذه الدائرة ودخول القطاع في معترك الأحداث والمطالبات الفئوية، وأصبح عدم الرضا بين عامليه ظاهرة واضحة وغريبة عليه.
ويأتي الهجوم على قطاع الشئون الإدارية مكمّلًا لتلك الحالة الغريبة التي يمر بها القطاع. فهذه الإدارة تحديدًا هي هدف لكل السهام المصوّبة، بسبب أو بدون. ربّما كان هذا نابعًا من ازدياد حدّة المطالب التي تفجّرت بشكل مفزع، ولا يدري أصحابها ما إذا كانت تتسق مع اللوائح أم لا… المهم أن يتحقق ما يطالبون به.
الشئون الإدارية مثلها مثل أي إدارة في أي شركة، بها الكثير من الطرق والمسالك ولا يتفق عليها الجميع أبدًا، ولكن الملاحظ أنهم في مرمى النار بصورة مستمرة.
لم نجد مثلًا من يخرج علينا بنقد لاذع لقطاع السلامة بالشركات بعد الحوادث المتعددة التي شاهدناها مؤخرًا. ولم نسمع عن انتقاد لقطاع العمليات بعد انخفاض مستويات الإنتاج ووجود مشاكل حادة في حفر الآبار تكلف القطاع ملايين بلا داعٍ. ولم ينتقد أحد دور المراجعة الداخلية الذي تضاءل بصورة سمحت بحدوث كثير من التجاوزات.
إذًا، لماذا تختص الشئون الإدارية بهذا الحظ الوافر من النقد دون غيرها، وهل مشاكلهم أكثر حدّة من غيرهم؟ ربما يكون لهذا حديث آخر… ولكن الرأي الأخير في ذلك لكم.والسلام،
#سقراط