الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 الموافق 10 رجب 1447

د محمد عبدالرؤوف يكتب : حوار على حافة الوطن بين الحق والباطل… بين البناء والهدم

264
المستقبل اليوم

في ساحةٍ لا تتسع للحياد، جلس «الحق» قبالة «الباطل».
لم يكن الحوار ندوة فكرية، بل مواجهة مكشوفة، تشبه ما يدور كل يوم في أوصال هذا الوطن.

قال الحق:
أنا صوت الجدد حين يأتون بأفكارٍ لا تهدم تاريخًا، بل تُكمِل مسيرة. أنا ابن التجربة حين تتصالح مع العلم، وحفيد الوطن حين يرفض أن يرث الفشل. أبني لأن البناء قدر الشرفاء، وأتعب لأن التنمية لا تولد بلا عرق.

ضحك الباطل ساخرًا، وقال:
وأنا صوت القدامى حين يخافون التغيير، أنا من يحتمي بالشعارات، ويتغذّى على الفوضى، أكره البناء لأنه يكشف خوائي، وأعشق الهدم لأنه يستر عجزي.

تدخل الوطني في الحوار، صوته ثابت كالأرض:
الوطن لا يُدار بالضجيج،
ولا يُحمى باللطم على الأطلال،
الوطن مشروع عمل، من لا يعمل له… يعمل عليه.

قاطعه غير الوطني، متوشحًا قناع المصلحة:
الوطن عندي منصة، إن ربحتُ صفقّت،وإن خَسرتُ حرّضت،
لا يهمني أن يحترق البيت .. المهم أن أدفأ قليلًا.

قال الساعي للتنمية:
أنا لا أبيع الوهم، ولا أزرع الكراهية، أزرع طريقًا، وأحصد زمنًا أفضل، أعرف أن النتائج لا تُقطف سريعًا، لكنني أؤمن أن التأخير في الصدق خير من التعجيل في الخديعة.

ردّ المخرّب بصوتٍ أجش:
وأنا أضرب في الأساسات، أشكّك في كل إنجاز، أحوّل الخطأ الصغير إلى جريمة، وأصنع من الإشاعة بطولة،
فالفوضى مهنتي… والخراب رأسمالي.

وقف الباني شامخًا:
أنا لا ألعن الظلام، أشعل مصباحًا، لا أسبّ الماضي، أتعلم منه، ولا أخاف من النقد، لكنني أرفض أن يكون النقد خنجرًا في ظهر الوطن.

أما الهادم فهتف:
أنا لا أملك مشروعًا، لذلك أكره من يملك رؤية، وجودك يفضح فقري، ونجاحك يهزم كذبي.

وفي النهاية،
قال الخير كلمته الأخيرة:
أنا صبور، قد أتأخر، لكنني لا أُهزم، لأن معي الناس، ومعي الحقائق، ومعي وطن يعرف من يبنيه ومن ينهشه.

أما الشر،
فانسحب كما يفعل دائمًا، صاخبًا في البداية، مفضوحًا في النهاية.

الخلاصة:
ليست المعركة بين جديد وقديم، بل بين من يعمل ومن يُعطّل، ليست بين رأي ورأي، بل بين ضمير وخراب.
وفي كل مرة يظن فيها الهادم أنه انتصر، يخرج البناء أقوى .. لأن الأوطان لا يحميها الصراخ،
بل يحرسها العمل.
حفظ الله مصر قيادةً وشعباً 
كاتب المقال :
الاستاذ الدكتور / محمد عبدالرؤوف 
رئيس مجلس ادارة مركز تطوير الكيماويات لقطاع البترول




تم نسخ الرابط