الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 الموافق 10 رجب 1447

مجرد رأي:مصافحة الأيادي الباردة في زيارات رئيس الهيئة

444
المستقبل اليوم

تأتي زيارات رئيس الهيئة المتتابعة لعدد من الشركات، التي وصفناها بأنها تضع يدها في مياه باردة، لتؤكد على أهمية وضع المعلومة الصحيحة أمام المسئولين، وهو دور أساسي للإعلام المتخصص. ولا شك أن مثل هذه الزيارات تدفع في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بالإجراءات الخاصة بزيادة الإنتاج، وخلق أجواء من الاهتمام، وعودة الدورة الدموية لجسم الشركة البارد بعد أن ظل خاملاً لفترة طويلة.

ولكن من المهم أن نعترف أن أغلب هذه الزيارات قد انتهت إلى حزمة من الآبار سيتم حفرها، وتبدو وكأنها إصدار نهائي لغلق الباب ونفض كافة ما أُثير عن تلك الشركات، وفي نهاية معتادة لا يجب لأحد أن يتحدث بعدها.

والمتابع لهذه المعلومة تحديدًا سيجد أنها تكررت على مر سنوات، وسمعنا عن حزمة أو حزم من الآبار في الشركات الصغيرة، وللأسف يأتي معظمها بنتائج سلبية أو ضعيفة، وتتحمل الدولة تكلفة حفر هذه الآبار كاملة سواء أنتجت أو لم تنتج، لأن هذا هو القانون خلال فترة التنمية، وهو ما يجب أن تعطيه الهيئة عناية خاصة، لأن مثل هذه الآبار أصبحت وبالًا لا ميزة.

إذًا فهذه الفقرة المعتادة هي النهاية المعتادة، وأن تعود الشركة بعدها لإغلاق بابها على نفسها، وتتكرر الأحداث وكأن الزمن لا يتحرك.

وفي نفس السياق تأتي زيارة أخرى لشركة لها عمق في تاريخ القطاع، واصطحب فيها رئيس الهيئة 11 من قيادات الهيئة لمناقشة أوضاع الشركة ومشاكل العاملين بها. ومن الغريب عدم حضور ممثلي العمال هذا الاجتماع، وأن تجد أن مركز اهتمام القيادات هو غضبها من ظهور هذه المشاكل في الإعلام، والمنّ على العاملين بأن الشريك قد نجح في زيادة إنتاجها على مر السنوات.

وبعيدًا عن هذه الأطروحات غير الناضجة، فإن دور الشريك لا يحتاج إظهاره بالمنّ على العاملين، فهذا دوره القانوني والعملي، وهو مفروض عليه لا منّة منه، خاصة أنه يربح الملايين أيضًا من هذا الإنتاج.

أما موضوع الغضب والنرفزة من الإعلام فلا يستحق التعليق عليه، لأن صدى المشاكل قد وجد طريقه إلى الجهات الرسمية، وهو ما كان ينبغي أن يكون هو هدف النقاش الأساسي، وتحديد دور قيادات الشركة في اتخاذ القرارات دون سياسة ليّ الأذرع.

زيارات كانت المصافحة فيها بأيدٍ باردة، ولن تتغير الأمور إلا بتغير الأفكار وطرق الإدارة، وتقييم القيادات بالنتائج، ونجاحها في تحقيق نتائج تعيد الدفء الحقيقي لهذه الشركات.وفي حل الأحوال جهد مشكور أن نرى رئيس الهيئة يتحرك بنفسه، في مشهد غاب طويلاً ولسنوات .
والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط