السبت 26 يوليو 2025 الموافق 01 صفر 1447

د أحمد هندي يكتب: خيانة الوطن من شيطان فى شكل آدمى

27
احمد هندي
احمد هندي

الخائن لا يبيع سلعة أو يحصل على ثمنها ، بل يبيع أمن وأستقرار بلده ، يبيع نفسه لأحط المخلوقات بأبخس الأسعار . خيانة الوطن أمر بشع تقشعر منه الأبدان لأن الخائن لا يضر مصلحة بعينها أو مؤسسة أو وزارة ، بل الشعب كله والأمة بجميع مكوناتها بماضيها وحاضرها ومستقبلها .

 

إن خائن الوطن شخص فاقد الولاء والأنتماء والشعور بكل مقومات الحياة فى بلده ، شيطان في شكل آدمى لأن جريمته تهدد أمن وأستقرار بلد بأكمله ، ومن هنا فلا بد أن يكون الجزاء من جنس العمل ، الخونه قبضوا ثمن خيانة الوطن حفنة من الدولارات من إسرائيل وقطر وتركيا ليكونوا معاول الهدم للأمن القومي المصري . فماذا أفادتهم الأموال الحرام والخيانة ؟؟ الشعب المصرى يبصق عليهم مع كل طلعة شمس وغروبها ، يعيشون فى السجون يحملون العار وذل الخيانة ، إلا أن الإعلام الخائن يقوم بدور بالغ الأهمية فى تسويق الخيانة .

 

فالأعلام كالنار إما أن يأتي بالدفء أو أن يشعل نار الحرائق ، فقد لعب الإعلام دورا فى التلاعب بمشاعر المواطنين وتشويه الأليات التى طبقتها الحكومات المتعاقبة على مدى ما يقرب من نصف قرن أو يزيد ، على الرغم من أن الآلية الأساسية لهذه الحكومات كانت التخفيف عن عامة الشعب بتأمين الحدود الدنيا من الإحتياجات الأساسية .. !!

 

قامت هذه الحكومات بأعمالها فى ظل كثافة سكانية عالية يقابلها زيادة فى الأسعار وارتفاع معدلات التضخم عام بعد عام ، و التى كان لها أثارها السلبية على مخصصات الموازنة العامة للدولة ، وأثر على كفاءة الحكومات فى أداء الخدمات الأساسية نفقات كبيرة بلا تطوير وتحديث وتنظيم واتباع منهج الترقيع المالى ( للنقل والمواصلات - الكهرباء - مرفق المياه - شركات البترول - الإتصالات ) .

 

ويقينا لم تكن هناك سلطة لديها سلطة وصلاحية الحسم السريع لعدم بناء الثقة مع الشعب على مبادئ الشفافية والنزاهة ، وهو ما أستغله أعداء الوطن فى الخارج وأعوانهم الخونه فى الداخل . ومع كل حادثة إرهابية وأهمالية ينتظر الجميع ، ماذا سيفعل الرئيس ؟؟ ولا يكلف أحد نفسه للأجابة ماذا سأفعل أنا للدفاع عن وطنى وبلدى لأحافظ على أمنها واستقرارها السياسى والأقتصادى والمالى والأجتماعى ؟؟ والملاحظ أنه لا توجد دولة واحدة فى العالم يستطيع أعلامها أن يلعب دورا تحريضيا للناس على الفوضى والعصيان علانية وجهرا على الملأ دون مواربة أو ألتفاف سوى فى أعلامنا المعاصر .

 

وكأن الفوضى والعصيان مرحلة يجب الوصول إليها ، ويبدو أن هناك من هو جاهز على مدار الساعة لأشعال المزيد من الحرائق وأطلاق ألسنة اللهب الكثيفة من الوسائل الأعلامية المشبوهة !!! الحقيقة بمنطق الحقيقة أن محاربة الفساد بفروعة الإرهاب والإهمال فرض عين على كل مصرى ولا يجب الصمت عليه ، فقد أصبح التحدى الأعظم هو كيفية محاربة البطل الواقعى الفساد بأنواعه وعلاج الإدارة الفاسدة التى فقدت هيبتها .. ويستغل خائن الوطن الشيطان الآدمى أن الجوع يورث الكفر ، ليروج أن الفساد أصبح روتينا إعلاميا يوميا ، على الرغم من المجهودات المبذولة من الأجهزة الرقابية فى مكافحة فساد كبار المسئولين وهو مايصعب عليها فعله بنفس الوسائل مع المسئولين التنفيذيين فى المراتب الوسطى والدنيا ، ويكاد يستحيل أن تفعل رقابتها على صغار الموظفين بدون الدعم الشعبى لمحاربة الفساد وإعلاء مبادئ الشفافية والنزاهة .. !!

 

حفظ الله مصر وطنا عزيزا غاليا ، وبارك الله فى شعب مصر ، الشعب الذى لا يعرف الهزيمة !!!

 




تم نسخ الرابط