السبت 12 يوليو 2025 الموافق 17 محرم 1447

مجرد رأي…اشحن .. كيش .. كوش

33
المستقبل اليوم

مجرد رأي…اشحن .. كيش .. كوش 


تلك هي مفردات اعلان تجاري تطل علينا بألحاح علي كل شاشه . كلمات غريبه يظل صداها يتردد في عقول النشئ الصغير . كلمات تعلمه حب المادة قبل كل شئ والتكويش علي اي شئ يجده امامه وكأن دلك من فضليات الافعال . مثل هذه النوعية من الاعلانات التجارية تكون سريعة الرتم وبها شخصيات يحبها الشباب ويعتبرها قدوة له في شهرتها وثراؤها فأغلبهم اما لاعبين كره او فنانين وما الي ذلك . وعند ملاحقتهم بهذه المفاهيم تترسخ في وجدانه هذه الطباع او الصفات . اللعب علي وتر الثراء السريع او الحصول علي المال من الهواء بدون تعب او عمل يفسد واقعهم ويشوش مستقبلهم بكل تأكيد  ويجعلهم فريسه لوهم الثراء السريع الذي اصبح مرضاً يعاني منه المجتمع بأكمله . يأتي استغلال الحاله الاقتصاديه لمعظم الشباب واللعب علي وتيره الاحتياج الي المال والحصول عليه من اي مصدر حتي لو كان وهمياً وسيله لتحقيق الرواج التجاري للمعلن وبجعل الشاب او المستهلك ينجذب الي هذه السلعه لعل وعسي تتحقق احلامه  !! . 


بناء ثقافه الشعوب وعقولهم ليست بالامر الهين . فاحتياجاته باهظه التكاليف من تعليم متحضر ومدرس مؤهل وخطاب اعلامي وديني محترم . اما افسادها فأمره هين ولا يحتاج منك سوي التلاعب بهوس التعلق بالشخصيات و مخاطبه الغرائز والحاجه للمال وكلها امور لا تتكلف كثيراً  ولكن تبعاتها مدمره .  وهكذا يتأرجح الشباب وعامة الناس بين هذا وذاك وعادة ما يكون الافساد اسرع واقوي وانتشاراً مثله مثل سرعة الهدم وصعوبة البناء وكلنا يعرف هذا  الفرق جيداً . 


واذا كنت تريد ان تري تأثير تلك العواصف التي تهب علي عقول شبابنا وتقتلع جذور القيم والفكر الصحيح فلك ان تتابع  كم المشاكل الهائله التي تصدر عنهم في بلدان الدول المختلفه وخاصه تلك التي تعج بالطلبه الصغار راغبي التعليم . مشاكل بالجمله ومعارك مع مواطني هذه البلاد لأن ما اعتاد عليه شبابنا في بلدهم لا يناسب ما اعتاد عليه اهل هذا البلد وغير مقبول في تلك المجتمعات . و اهم ما في ذلك الموضوع ان سبب المشاكل يعتبر تافهاً بالنسبه لنا فلا هو تطرف ديني او سياسي او اي نوع من تلك المشاكل الكبيره ولكنها مشاكل تنبع من تربية هذا النشئ الخاطئة التي ترسخت داخله مثل الصوت العالي اثناء المحادثه بالتليفون او عدم احترام قواعد المرور وعبور الطريق في غير اماكن عبور المشاه او الخلاف علي بعض الاشياء الصغيره في الشراء او السكن والتدخل فيما لا يعنيه ومثل هذه المشاكل تمر في بلادنا بسهوله وبلا مبالاه بل ولا تعتبر مشاكل او نقائص من الاساس وعلي العكس يعاقب قائد السياره علي خطأ لم يرتكبه نتيجه العبور العشوائي للماره  .  


والأدهى من ذلك انك اذا ذكرت هذه المشاكل التي تحدث في الخارج يحسبك من يسمعها انك مجنون او قادم من كوكب اخر لتفاهتها بالنسبه له . هذا هو الفرق بيننا وبين العالم الأن ، شباب يعيش علي سجيته يفعل ما يحلو  له ، لم يتعلم ادب المخاطبة والحديث ومراعاه شعور الناس ولا كبار السن في الشارع وهو يكاد يدهسهم بسيارته وكأنه في سباق مع الزمن ، واخرين يعرفون معني النظام و ادراك حقوق من حولهم وخصوصيتهم  والامانه في التعامل والذوق مع كبار السن او العجزه . هذه الاخلاقيات لا تكتسب وانما تزرع منذ المهد في البيت والمدرسه والجامعه . وللأسف كافة هذه الجهات لدينا هي صحراء قاحلة لا يزرع فيها غير الشوك والصبار . لن ينصلح الحال وتنفك ازمتنا بكل معانيها وابعادها الاجتماعيه والاقتصاديه الا بعوده الانضباط الي حياتنا و عندما نربي هذا النشئ علي ما نشاهده من اخلاقيات في تلك الدول علي الاقل في التعامل بين الناس واحترام العمل والالتزام بالقوانين . 


اما تصدير مشاهد البلطجه والصدور العارية والسيوف المسلطة و معها هذه المفردات القبيحه التي تراها في الاعلانات فلن تجد الا ماتراه من حولك الأن . 
والسلام ،، 

#سقراط




تم نسخ الرابط