إبراهيم توفيق معلقاً على أيمن حسين: قعدوا رجال ما تستحي العيبة

أقول: نحن في زمن عزَّ فيه الرجال، وتبدلت فيه المواقف كما تُبدَّل الأحذية.
الرجولة ليست كلمة تُقال، بل هي أفعال تُجسّد.الرجولة أن تكون ثابتاً على مبدأ، لا تتلون بوجوه متعددة.
الرجولة أن تحفظ كرامتك، لا أن تبيعها من أجل مال أو منصب أو جاه. الرجولة أن تظل مواقفك ثابتة، لا تتبدل حسب المصالح أو الظروف.
الرجولة ليست صفة بيولوجية، بل قيمة وسلوك.فكم من ذكور لا يُحسبون رجالاً، وكم من نساء وقفن مواقف الرجال. ولا عزاء لأشباه الرجال.
صدق من قال: “الرجال مواقف”؛ فهي المعيار الحقيقي الذي يكشف معادن الناس، ويُظهر من هو رجل بالمعنى الكامل للكلمة، ومن هو مجرد هيكل لا قيمة له.
الرجولة شهامة ونُبل، وسموُّ فعل، أما الذكورة فهي صفات خَلقية قد تحملها نفوس دنيئة.
ورحم الله جدتي، كانت تردد في مرثاة حزينة:
ماتوا رجال العز والمقدار
قعدوا رجال ما تستحي من العار
ماتوا رجال العز والهيبة
قعدوا رجال ما تستحي العيبة
وقالوا زمان:
مالت عيدان القصب واتدلعوا الزعازيع
وضاعوا ولاد الأصول في زحمة الجرابيع
صاحب جذور القصب، سيبك من الزعازيع
لا تصاحب اللي نصب، ولا اللي أصله وضيع
عرق الرجولة عصب، عمر الأصيل ما يبيع
كلمة وقالوها زمان، بلسان وشِعرٍ بليغ
عرق الندالة غلب الطبع والتطبيع
وبيت العويل لو دهب، ما يجيبش غير جرابيع