تصفية أكبر شركة معادن في مصر بعد خسائر 2.4 مليار جنيه

تصفية أكبر شركة معادن في مصر بعد خسائر 2.4 مليار جنيه
تم الإعلان رسميًا عن تصفية أكبر شركة معادن في مصر والشرق الأوسط، نظرًا لتكبدها خسائر مالية ضخمة وديون، وتآكل رأس المال، وذلك وفق التفاصيل التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ومقرها واشنطن.
ففي ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد 28 يوليو 2024، نشرت الجريدة الرسمية في مصر، قرار حل وتصفية الشركة المصرية للإنشاءات المعدنية ميتالكو، التي تعود نشأتها إلى عام 1986، وتمارس عملها في السوق المصرية والعربية منذ 56 عامًا.
وتعرضت الشركة للإهمال الإداري منذ عدة سنوات، ما نتج عنه خسائر متراكمة، وتآكل رأس المال وحقوق المساهمين، دون وجود خطة إنقاذ واضحة تقوم على أسسس اقتصادية مدروسة.
وبناء على ذلك، قررت الجمعية العامة غير العادية للشركة، إعلان قرار الحل والتصفية، وتعيين مؤكدة أنه على الرغم من إتاحة الفرصة للشركة عدة مرات لتعديل مسارها وآخرها الجمعية العامة المنعقدة بتاريخ 27 سبتمبر 2023 والتي التمست فيها الإدارة الموافقة على استمرار الشركة في مزاولة نشاطها على أمل تحسن نتائج أعمالها وزيادة تحمليها بأعمال لاستغلال الطاقات المتاحة للشركة سواء الفنية أو العمالة إلا أن نتائج الأعمال جاءت مخيبة للآمال.
وبعد دراسة ما عرضته إدارة الشركة تبين للجمعية العامة غير العادية أن المذكرة المعروضة عليها خالية من الدراسات المالية والفنية والتسويقية والهيكلية التي تؤكد جدوى استمرارية ميتالكو في مزاولة نشاطها.
نتيجة استمرار وتزايد خسائر ميتالكو خلال العام المالي المنتهي في 31 ديسمبر 2023 التي بلغت نحو 31.014 مليون جنيه، وفي ضوء تدني كل مؤشرات الشركة والتي تتزايد سوءًا، فإنه تقرر حل وتصفية الشركة المصرية للإنشاءات المعدنية ميتالكو.
فقد بلغ إجمالي خسائر ميتالكو في 31 ديسمبر الماضي نحو 1.394 مليار جنيه (33.1 مليون دولار أميركي) وبنسبة 975% من حقوق المساهمين والبالغة نحو 143 مليون جنيه، ووجود مديونية مستحقة على الشركة بلغت نحو 1.476 مليار جنيه، منها نحو 1.354 مليار جنيه للشركة القابضة للصناعات المعدنية، دون تحقيق أية عوائد للدولة على المال المستثمر، وتآكله وضياع حقوق الملكية.
وبلغ رأس المال العامل بالسالب نحو 1.335 مليار جنيه، وظهر إجمالي الاستثمار بالسالب بنحو 1.250 مليار جنيه، ومع عدم قدرة إدارة الشركة على تحقيق رؤيتها المعروضة على كل جمعية للاستمرار، وإيجاد المبررات لعدم استغلال الطاقات المتاحة لديها وعدم تقديم الإدارة دراسة متخصصة فنية وتسويقية واضحة مبنية على أسس ومعايير اقتصادية موضوعية، وأهمها دراسة احتياجات السوق وتعظيم حصة الشركة منه واستغلال إمكانيات الشركة وأهمها العمالة، فقد تقرر تصفية الشركة المصرية للإنشاءات المعدنية ميتالكو.
ميتالكو هي أقدم شركة معادن في مصر والشرق الأوسط، وتعرضت على مدار السنوات الماضية إلى خسائر ضخمة، نتيجة إهمال إداري جسيم، إذ فشلت معه محاولات الإنقاذ وتصحيح الأوضاع.
وحسب بيان الجمعية العامة، فإن الشركة القابضة للصناعات المعدنية تمول الأجور الشهرية للعاملين، لافتة إلى وجود أجور سنوية بنحو 128 مليون جنيه فشلت الشركة في سدادها.
وجاء قرار تصفية الشركة المصرية للإنشاءات المعدنية ميتالكو، تطبيقًا للمادة 38 من القانون رقم 185 لسنة 2020 الصادر بتعديل بعض مواد القانون رقم 203 لسنة 1991.
وقررت الجمعية العامة غير العادية للشركة، أن يكون حل وتصفية ميتالكو بأثر رجعي بتاريخ 1 يوليو/تموز 2024، مع تكليف المحاسب مصطفي أبو رجيلة محمد أحمد مصفيًا للشركة لحين إنهاء الإجراءات المقررة.
كما قررت إنهاء تكليف مجلس إدارة الشركة المصرية للإنشاءات المعدنية ميتالكو بدءًا من 1 من الشهر الجاري.
وسيقوم المصفي فور تعيينه بجرد ما للشركة من أموال وما عليها من التزامات وتحرير قائمة مفصلة بذلك وفقًا لقائمة المركز المالي في 30 يونيو 2024، موقعة من المصفي والعاملين المستعان بهم، واعتمادها في أقرب جمعية عامة للشركة "تحت التصفية".
الشركة المصرية للإنشاءات المعدنية ميتالكو، هي أقدم شركة إنشاءات معدنية في مصر والشرق الأوسط، بدأت نشاطها في السوق سنة 1968.
وعلى مدار نحو 56 عامًا، نفذت ميتالكو مشروعات البنية الأساسية للصناعات المعدنية والكيميائية داخل مصر مثل مصانع الحديد والصلب المصرية، مصر للألومنيوم، النحاس المصرية، السبائك الحديدية والعديد من مصانع الأسمدة والأسمنت ومصانع السكر.
كما شاركت الشركة في تنفيذ عدد من المشروعات القومية المهمة على مدار السنوات الماضية، مثل الكباري المعدنية وصوامع التخزين وخزانات النفط والمياه والزيوت،
وحققت الشركة تميزًا في تصنيع أبراج الكهرباء التي غطت كل ربوع مصر وكذلك أبراج الاتصالات السلكية واللاسلكية.