الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 الموافق 19 ربيع الثاني 1446

مجرد رأي…خط سوميد يتحدي مؤتمر الموك

1490
المستقبل اليوم

تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر البحر المتوسط لصناعة البترول ( موك) والذي يعقد بعد غياب عده سنوات وهو يحظي باهمية لقطاع البترول المصري يأمل فيه في عرض الفرص الاستثماريه لاستكشاف البترول والغاز في مصر ونرجو ان تخرج نسخته التي تفتتح اليوم عن المألوف والشكل الروتيني المعتاد .


تواجه هذه النسخة تحدي غريب ومثير  حيث يتزامن وقت انعقادها مع  اندلاع الحروب العسكرية في المنطقة ودخول اسعار النفط العالمية الى معترك هذه المعارك من اوسع ابوابها . فالانتاج العالمي من النفط يعاني من تخمة شديدة بعد نجاح امريكا في زيادة انتاجها بشكل دراماتيكي مكنها من ان تعود الي اسواق التصدير مره اخري ، وتأتي بعد ذلك روسيا بأنتاج متزايد حتي تستطيع الوفاء بتكلفة حربها الباهظة مع دولة مجاورة لها ، ثم تأتي السعودية وهي تخطط لمشاريع اعمار باهظة التكاليف تتطلب المزيد من التمويل ويأتي البترول بالطبع علي رأس مواردها ، ثم تأتي ايران كلاعب كبير في سوق النفط الخفي لتزيد من وطأه انهيار اسعار النفط .


كل ذلك يجعل المشهد في غاية الخطوره و التعقيد ويزيد من الضغوط الشديده علي اسعار النفط لتهوي الي حاجز السبعين دولار وهو مستوي لم تصل اليه منذ سنوات طويله ويؤثر بشكل سلبي كبير علي كل توجهات هذه الدول وخططها  . وتلعب السعوديه حالياً مباراه قاسيه لأظهار زعامتها وتحكمها في سوق النفط و بدأ خط سوميد الذي يربط بترول الخليج العربي بأوروبا احد الادوات الهامه في تلك المعركه الحاسمه واستعداده لأستقبال اكثر من ٢٠ مليون برميل نفط جاهزة للشحن من خلال هذا الخط العملاق . وتؤيد هذه الاحداث كل ما كتبناه عن اهميه هذه الشركه وقوتها وما قامت عليه من تطوير بنيتها التحتيه حتي اصبحت عملاق علي شواطئ البحرين الاحمر والمتوسط  في حلقات متعدده عنها واثبتت الايام صدق ما توقعناه عن هذه الشركه الضخمه وموانئها وخطوطها في تلك الحروب الجامحه والتي تعطي لمصر وسياساتها اهميه و زخماً كبيراً سياسياً واقتصادياً  في المنطقه . بالتأكيد هذه الاحداث سوف تؤثر الي حد كبير علي قدره قطاع البترول من خلال مؤتمره اليوم علي اقناع المستثمرين الجدد في الدخول باستثمارات كبيره في مصر في ظل تدهور الاسعار الذي تعاني منه الاسواق العالميه والذي لا يبدو انه سينقشع علي المستوي القريب .  


لكن دعونا نتفائل و ننتظر ماذا سيقدم المؤتمر من جديد  وما هي الفرص التي سيستطيع اقتناصها في ظل هذه الظروف ليخرج بنتيجه محدده تؤكد علي  جدوي استمراره مستقبلاً . هو تحدي كبير بلا شك نري فيه مدي احترافيه القائمين عليه وقوه الاعداد الفني والاقتصادي له بما يتحقق من نتائج فعليه علي ارض الواقع وهذا هو المحك  . والسلام ،،


#سقراط




تم نسخ الرابط