الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 الموافق 19 ربيع الثاني 1446

مجرد رأي…مغزى تكريم حمدي عبد العزيز

1429
سقراط
سقراط

في مثل هذه النوعية من المؤتمرات لا تجد مساحة واسعة لعملية التكريم لمسئولين تنفيذين سابقين فهذه المناسبات لها اطر سياسية واقتصادية تغلب عليها . و لذلك كان مشهد تكريم حمدي عبد العزيز و وقوفه على المنصة الرئيسية بجوار الوزير ليسمع كلمات الثناء والاشادة من الجوانب الاستثنائية التي احاطت بالحدث كله . واذا كان التفكير العام لهذا المشهد يتجه في ذهنك انه مجرد تكريم لشخصية امضت اكثر من ٤٠ عاماً في العمل العام فهذا تصور يشوبه القصور الي حد كبير. الحدث تم تصميمه ليكون فرصة لتوجيه رسائل محددة للرأي العام المحلي وكذلك شركائك الدوليين . واهم رسالة للرأي العام أن الرجل كان يتعامل مع اية معلومات تصل اليه او يطلب اليه نقلها وانها شهادة ثقة في هذا المنصب الهام  علي الرغم من انه تحمل للأسف تبعات الوضع المتشنج للرأي العام في فترة انخفاض انتاج الغاز وتأثر انتاج الكهرباء في بداية هذا الصيف .


اما دولياً فهي رسالة الي الشركاء بأن عهد الادارة متصل ولا تأكل كل ادارة جديدة سابقتها والا فقدت المصداقية لديهم وتصبح الاستثمارات محاطه بظلال من الشك والقلق مع حدوث اي تغيير وهو امر محتمل في اي وقت . اما الرساله الاكبر فكانت لاعادة تعريف اطارات منصب المتحدث الاعلامي الجديدة  الذي اصبح من الخطورة للدرجة التي لا يتحمل معه الاجتهاد او النظرة الضيقة وخاصة في ظل اوضاع غاية في الصعوبة يمر بها المجتمع بعد ارتفاع اسعار الوقود .


فأذا كان حمدي عبد العزيز حاول الحفاظ علي التوازن الحساس بين القرارات وردود الافعال فأن ذلك يستلزم على من يتصدي لتلك المسئولية الجسيمة ان يعي تماماً معطيات ومحددات كل حدث واهميته وتوقيته و ان يكون الاعلان الرسمي هو عنوان لاستراتيجية  واضحة للوزاره تعمل عليها وان يكون لها اذرعها وعلاقاتها الاعلامية القوية التي تؤسس لتلك الاستراتيجيه بكل مهنية و باحساس سياسي ناضج يراعي معاملات واتجاهات الرأي العام لا مجرد نشرة اخبار  .


كل هذا جعل من تكريم حمدي عبد العزيز ضرورة ليس لشخصه فقط ، "وهو يستحق بالطبع"ولكن من اجل ان تخرج هذه الرسائل بعلم الوصول لكل من يستطيع قراءتها وارجو ان يتسلمها ويعيها الجميع .والسلام ،،


#سقراط




تم نسخ الرابط