السبت 16 نوفمبر 2024 الموافق 14 جمادى الأولى 1446

مجرد رأي…تصريحات الوزير والحقيقة الغائبة والبدلات والعضويات

2268
المستقبل اليوم

تصريحات الوزير الاخيرة في مجلس الوزراء التي اعلن فيها انخفاض انتاج الغاز بمقدار ٢٥ ٪؜ علي مدار العامين الاخيرين هي بداية تنظيف الجرح المتقيحة التي يعاني منها القطاع بالمصارحة الجادة والتي طالما اشرنا اليها وكانت الابواق تلاحقنا وتكتم اصواتنا . هذا المعدل خطير جداً ويشير الي وجود خلل جوهري في نظام التشغيل وادارة هذا المورد الهام الاستراتيجي .


ظلت سياسة إخفاء الحقائق هي سيد الموقف ، تخرج علينا وعلى الناس بأن كل شئ تمام كالعادة وان انتاج الغاز في حدوده القصوي بل واضافوا الي معدلات الانتاج المحلي ما يتم استيراده من خلال الانابيب من دولة مجاورة في قولة حق يراد بها باطلاً . ولأن هذه السياسة عمرها قصير لأن  اهدافها شخصية بحته للحفاظ علي الكرسي والمنصب فقد انفجرت المشكلة في وجه الحكومة السابقه والشعب بلا هواده وادي ذلك الي تغييرها بعد ازمة الكهرباء الطاحنه التي عصفت بالبلاد خلال شهور الصيف الاولي .  


من منا كان يتوقع ان الحكومة ذاتها لم تكن تعلم يقيناً حقائق انهيار انتاج الغاز ولم تعد العدة للاستيراد المنظم وكانت كارثة الشراء الفوري التي كلفت جيوب المصريين اكثر من ٢٣٥ مليون دولار زيادة في فاتورة الشراء . هذه معلومات صريحة لا تأويل فيها ولا اجتهاد والكل يعلمها  . كافة التقارير الدولية كانت تشير الي ذلك ، اما نحن فقد كنا نعيش في افتراضية غريبة صنعها بعض من حولنا ممن اشتركوا في هذه الخديعة التي يجب ان يحاسب كل من اشترك فيها .


ربما تأخرت تصريحات الوزير قليلاً ولكن من حقه ان يقف علي المعلومات الصحيحة من جذورها لا من تلك الابواق التي لا تعي خطورة عدم اظهار الحقيقة مجردة علي الوطن والمواطنين . ظهرت هذه الحقيقة الأن بصفة رسمية لتوضح ان الوضع صعب ولا يوجد عصا سحرية لتغييره بين عشيه وضحاها فلا هو من الانصاف والعدل تحميل الوزير الحالي بهذا الإرث الضخم من الاهمال واللامبالاة . ولكن على  الجانب الاخر فأن صدور هذه التصريحات رسمياً يحتم فتح الباب لأجراء ثورة تصحيح في كيانات الهيئة و إيجاس من هؤلاء الذين شاركوا طوعاً وغصباً في تلك المهزله وان يتم تنقية الاجواء منهم وبشكل سريع وحاسم وعلي كافة المستويات الوظيفية ،وهذه مهمه رئيسا الهيئة وإيجاس الذين لم يعاصروا تلك الاحداث المريرة.  


الأن وليس غداً عليهم اعداد تلك القائمة وعلي الملاء حتي يعرف كل مسئول اخطأ في حق نفسه وبلده ما اقترفت يداه وهو يعيش في رغد العيش ويركب السيارات مدفوعه الوقود من دماء الغلابة الذين يعانون من حوله بل ومنهم من تواري في وظائف استثمارية تدر عليه بالملايين شهرياً حتي الأن بعد ان وضعونا في هذا المفترق الصعب . ثورة التصحيح لا تقتصر علي هؤلاء الافراد ولكن علي سرعة ترشيد الانفاق بشكل سريع وحاسم في تكلفة العمليات وحفر الابار، و وقف الغلو والاسراف في امتيازات التنقل لكبار الموظفين فوراً واولها دراسة احقيتهم في هذه الميزة ثم تحملهم تكلفة وقود سياراتهم بالكامل ما عدا ما يخص العمليات الميدانية بالطبع و كذلك عضويات مجالس الادارة وبدلاتها بالشكل الذي يعيد العدل في تحمل الاعباء ليعرف عموم الشعب اننا نشاركهم المعاناه ، وكذلك اعاده التوافق مع المستثمرين المصريين الكبار فوراً وتسهيل اعمالهم ودفع حقوقهم علي وجه السرعة، ويأتي الدور سريعاً علي كل الشركات المتوقفة التي تنتظر اجراءات تشريعيه لا تنتهي وهي قوي معطله وعبء اقتصادي هائل علي اكتاف هذا البلد .


تلك هي الاجراءات الحتمية بعد ظهور تصريحات الوزير الاخيرة ولن يستقيم الامر بعدها الا بتنفيذها . ولو كان سقراط الاب يعيش بيننا لاتجه الي النائب العام مطالباً بمحاسبة هؤلاء واسترداد كافة ما اغترفوه من اموال خلال هذين العامين جزاء وفاقاً ولكنه مات مثخناً في جراحه بعد ان تكالب عليه الجهلاء واقرب الناس اليه كما يقول التاريخ . اما سقراط الابن فالتاريخ يعيد نفسه وقد اهالو  عليه التراب ونفوه الي غياهب الزمن . ولكن الحقيقة لا تموت أبداً ولا بد من مجئ يوم الحساب . والسلام ،،


#سقراط

 




تم نسخ الرابط