مجرد رأي…كامل الوزير

قادتني الظروف أن استقل (مترو الانفاق)  من محطة الشهداء الى وجهتي . نزلت الى المحطة وانتابني الدهشة من هذا الكم الهائل من امواج البشر و كيف ان هذا المرفق قادر ان  يستوعب تلك الحشود علي مدار الساعة . كنت اعتقد أن زحام السيارات المجنون في الشوارع هو اقصي درجات التكدس ، وفوجئت بما هو اقسي واكثر . هذا المرفق الهام الذي يحتوي الغلابة وأصحاب المعاشات والعمال و الطلبة الذين يتعففون عن السؤال وراضين بحالهم  يقدم لهم خدمة ادمية الى حد بعيد.

لاحظت ان القطارات اصبحت جديدة ومكيفه ، اعمال النظافة تتم علي قدم وساق في المحطات ، سلالم كهربائيه عتيقه نوعاً ما  ولكنها تعمل ، بعض من المصاعد لخدمه كبار السن . الخدمه متطوره نسبياً و عربه المترو الواحده تحمل ما يوازي حموله مائه ميكروباص وهو رقم هائل وسيكون كارثي لو تركناه للنقل السطحي . وتذكرت كيف لهذا الرجل ان يتعرض يومياً للنقد والتجريح علي محاولاته المستميته لتطوير قطاع النقل وايقنت ان من يريد نقده علي ان يتجه أولاً لاستخدام المواصلات العامه ليري هذا الحشد البشري الهائل من طالبي الخدمه . انهال البعض علي الرجل باللوم علي انشاء الطرق والكباري المتعدده ولا افهم اين كان سيتحرك هؤلاء بسيارتهم في حال عدم انشاء هذه التوسعات مع كل هذا الزحام والنمو البشري الرهيب ؟ . الكلام والنقد فعلاً سهل ولكن تحمل مسئوليه ملايين من البشر ليس نزهه او تسكع علي وسائل التواصل الاجتماعي . نحن نكره اي ناجح بلا سبب محدد ونكره أيضاً من يصارحنا بالحقيقه المره وهذا ما يفعله كامل الوزير . وزير يعتمد اسلوب الصراحه المطلقه ويتبني اسلوب الالتزام الصارم وهذا لا يعجب الكثيرين . نظره الفرد المحدوده لمصالحه الشخصية تختلف كثيراً عن نظره المسئول عن حياة وحركة ملايين البشر . ومهما كان هناك من سلبيات وهذا واقع بالفعل ولكنه لا ينفي الجهد الجبار الذي يقوم عليه كامل الوزير لتسيير حياه الملايين في مختلف مرافق النقل . وهاهو يتجه رويداً الي احياء صناعة السيارات باعادة شركة النصر لصناعة السيارات للعمل من جديد وهو انجاز يحسب له وللمهندس محمد الشيمي وزير قطاع الاعمال الذي يعمل في صمت وتركيز لاعاده القطاع العام الي سابق عصره . هذا هو العمل الحق الذي يستحق  التحيه و الاشاده . وعلي من يريد ان ينتقد فأرجوه ان يعيش تجربه حياة الناس العادية ويترك سيارته قبل ان ينبري تجريحاً و تقريعاً  في هؤلاء المسئولين الذين يتحملون مالا يطاق . تحيه وتقدير للمهندس كامل الوزير والمهندس محمد الشيمي علي ما يقومون به من جهد لم اكن ادرك حجم صعوبته الا عندما خضت التجربه بنفسي . والسلام ،،

#سقراط