مجرد رأي…وزير تشابه الاسماء
تلك القصة الرائعة للمبدع (وحيد حامد) وجسدها العبقري ( احمد زكي) بأدائه المتميز للشخصيات بالغة التعقيد . تبدو الحبكة الدرامية في الوقوع في خطأ الاختيار هزيلة نوعاً ما ،فاختيار اسماء الوزراء المرشحين لا يتم بهذه السهولة ولكن يبدو انه حدث في الماضي بالفعل لسبب او لأخر .
اتجه المعنى الحقيقي للعمل الفني الى ان سوء الاختيار قد تكون نتائجه احسن بمراحل من الاختيار المتأني المستند الى معايير معقدة . وبلادنا منذ عشرات السنوات وهي تختار وزراء بعد وزراء بعد تدقيق وتمحيص لا نهاية له ثم نجد تصرفات او مستويات اداء لا ترقى الى اي تطلعات . كافة معايير الاختيار يتم تطبيقها بالفعل من حيث الشهادات والخبرة والسمعة الطيبة وانجازاته في وظيفته او مشاريعه قبل توليه المنصب ،ولكن تظل شخصية الوزير وتصرفاته وتصريحاته واختيار التوقيت المناسب لها هي المعيار الوحيد الذي لا يمكن ادراكه او قياسه قبل خوض غمار المنصب الوزاري .
منصب الوزير ليس فنياً او ادارياً او إجتماعياً او سياسياً انما هو خليط من كل هذا ، و تظهر الحنكة والنجاح في اختيار مقادير استخدام كل عنصر من تلك العناصر بعناية وان لا تطغى اي منها على الاخر . فربما تجد مسئولاً يمتلك ملفاً متخماً من الخبرة والسمعة الطيبة والنجاحات السابقة ولكن تظل تصريحاته مثيرة للجدل وفي غير التوقيت المناسب ،فيفقد الحس السياسي المطلوب للتعامل مع المجتمع ومشاكله التي لا تنتهي . ونتيجة لهذا تذوب كافة ما يمتلكه من عناصر تأهيله للمنصب جراء ذلك .
وربما مر علينا ملامح من تلك المشكلة في ازمة الكهرباء التي عصفت بالحكومة السابقة حيث كانت بعض التصريحات غير صحيحة والبعض الاخر بعيد عن الواقع وفي غير التوقيت المناسب . وهنا تبرز اهمية الوعي السياسي لهذا المنصب . الوعي باتجاهات الرأي العام هو لب هذا الوعي وعدم طغيان الجانب الفني والعلمي مطلوب للتعامل الصحيح فعامة الناس لا يهمها الا النتائج و وفرة ما تحتاجه في حياتها اليومية . ويقول المثل الانجليزي
Actions speaks louder than words (الافعال تتكلم أوضح من الكلمات) .
لذلك فعلى كل مسئول ان يكون لديه فن التعامل السياسي مع كل الاطياف والتيارات لأن مثل هذه المناصب لا تتحمل اخطاء التصريحات والمواقف وحتى نوعية الصور التي تظهر للرأي العام.
هكذا تظل الحياة صعبة المراس ولا تدوم على حال ويظن كل منا انه يؤدي بكل ما اوتي من قوة ولا سبيل الى الافضل بينما الناس من حوله كلً في وادِ اخر .والسلام ،،
#سقراط