الإثنين 30 ديسمبر 2024 الموافق 29 جمادى الثانية 1446

ركز أولاً ثم ضع الخطط

مجرد رأي…قفزة النهاية

1846
سقراط
سقراط

عادةً ما تبهرنا مهارة القفز في رياضة السباحة وخاصة تلك التي نراها في الدورات الدولية و الاوليمبية حيث نري الفتي او الفتاه وهم في كامل اللياقة البدنية والذهنية العالية  يقفزون الى المسبح في توافق عضلي وذهني مذهل ويتبع ذلك تصفيق حاد من المتفرجين اعجاباً وربما دهشة من براعة القفزة و تلك اللياقة العالية التي يتمتعون بها . والمنطقي قبل كل هذا ان يكون حوض المسبح ملئ بالمياه !! . 

لا تتعجب من قولي فهذا الامر هو المنطق  بعينه وعدا ذلك عبث او جنون . فلا يمكن للسباح ان يقفز في حمام فارغ حتي لو اجتمعت له كل مواهب الدنيا فهذا معناه انه فقد عقله ثم روحه بالتبعية حيث ينكسر عنقه بمجرد ملامسته للارض . وفي كلا الحالتين  فإتيان هذا الفعل هو درب من الجنون . ولك ان تتخيل اننا نملك مثل هذا التفكير في حياتنا . فكثير منا يعتمد علي ملكاته وثقته في نفسه وعلمه ويذهب بل يشطح بعيداً بأحلامه بأن خبرته وقدراته العلميه تفوق الواقع وان مجيئه هو منحه السماء الي مرؤوسيه وانه قادر منفرداً علي النجاح ،  ربما بالفعل هو يمتلك الكثير من القدرات  والدورات التدريبية وشهادات بمسميات لا تنتهي ،ولكن للاسف يقفز بكل براعه في حوض فارغ لمجرد الرغبه في  الظهور  . 

والحوض الفارغ هنا هو بيئة العمل التي كان يجب عليه ان يبنيها ويعدها للحدث الذي يراه الناس ويلمسونه .   بيئة صلبة وغنية بالقدرات الانسانية والانتاج الوفير الذي يسعد الناس ويحسن اوضاعهم وان تكون اقتصاديات كل ذلك ذات مردود فلا يمكن لك ان تتباهي بقدراتك الفذة وليس لعملك اي مردود او نتائج . و ستكون النتيجة الطبيعية لذلك عمل لا يلتفت اليه احد و من استطاع  النجاة  ( جدلاً)  فيسبح جاهداً كسيحاً امواج الهواء مثيراً ضحكات وسخرية من حوله . 

هذا هو ملخص ما عليك ان تدركه في هذه الحياه . لا يجب عليك اظهار قدراتك قبل ان تبني قواعد صلبه تحملك وترفعك لأعلى ، عليك أولاً ان تنحي ثقتك واعجابك بنفسك جانباً ثم تعمل علي بناء ارضية صالحة للعمل تملؤها بتنمية من حولك وتتجه بعملك لمعنى اقتصادي واجتماعي واضح يكون له عمق حتي جذور مجتمعك الصغير والكبير لأن هذا العمق هو من سيحملك ويظهر قدراتك واحترافك . 

هذه رسالة سريعه لكل من يغتر بقدراته ومواهبه ويريد القفز من سور عالي مسرعاً لإظهار مواهبه وهو لم يعمل او يبذل مجهوداً علي تهيئة البيئة الصالحة ولم يعمل على بنائها لتظهر قدراته في (اوانها ) و من ثم تكون (قفزه النهاية)  ، بناء القواعد وثرائها مقدماً تكمل الصورة و تشيع اجواء السرور والاعجاب والنجاح وتصبح لهذه القدرات والعلم والمواهب قيمة ظاهرة بحق يراها ويشعر بها الجميع .والسلام ،،
 

#سقراط




تم نسخ الرابط