شخصيات…مصطفي حسين ..رجل لا يُنسى
عندما تتجه بعقلك وبصرك الى قطار البترول المصري وتلاحظ انه بات يتوقف كثيراً عند محطات ثانوية تطيل رحلته وتزيد من انتظار الوجهة الرئيسية له يصيبك بعض من التوجس او القلق في ان يكون فقد بوصلة الاتجاه الصحيح .لا شك ان التوقف في بعض المحطات الهامة هو امر صحي ولكن لبعض الوقت وليس طوال الوقت . الرحلة الطويلة يلزمها بناء سكة طويلة تسمح لهذا القطار ان يسير على قواعد متينه من العمل والخبرة والتوجه الصحيح وتأتي اعادة ترتيب الاوراق في شئونه الادارية والمالية الحاكمة هي اول عناصر تحديث تلك السكة .
مصطفي حسين ، " أو فاروق جويده ، هكذا كنت اناديه ولا زلت"كان قيادة تعرف الهدف الصحيح وقامت بتحديده منذ اليوم الاول له بهيئة البترول كانت شخصيه تمتلك زمام ملفات غاية في التعقيد وكان له مآثر كبيرة فيها . تبنى فكرة تحديث القواعد الادارية بالقطاع والعمل على تعديل الكثير من قواعد لائحة العاملين العتيقة، وكان من اهم الداعين والداعمين لترشيد الانفاق وخاصة في التخصيص الصحيح لاستخدام السيارات وتوظيف الخبراء فوق السن والعمالة المؤقتة .
كانت له رؤية واضحة في تحديد دور شركة ( تنمية) في العديد من الانشطة تلك التي كانت تقوم عليها لتكون ساعداً قوياً للقطاع . قاد بالفعل حركة تصحيح انضباطية استكمل بها قواعد التأسيس العتيقة التي وضع لبانتها الاولى ( هادي فهمي) مايسترو ادارية القطاع . لذلك فقد كان وجود مصطفي حسين في موقع نائب الادارية ركناً صلباً لإستكمال بناء هذه القواعد الصلبة من العمل الاداري المحترف الذي يضبط ايقاع العمل ويجعل منظومة العمل لها وتيرة منتظمة هادئة تبتعد به عن الشطح والتوغل في الثانويات الذي نراه حالياً .
هؤلاء الخبراء هم من نحتاج لرؤيتهم الأن . والاستعانه بهؤلاء القادة ليس بالضروره ان يكون في شكل كلاسيكي كوظيفة او حتى مستشار بمقابل فمثلهم باتوا مترفعين عن كل هذا . ولكن استجلاب النصيحة منهم والاجتماع بهم من وقت لأخر لأخذ الرأي والمشورة يعتبر نوعاً من الذكاء والحنكة في توقيت اختلطت فيه المعايير واختفت الحدود الفاصلة بين ما الصحيح والفاسد وزاد عبء المشاكل في كل الاتجاهات .
توقف قطار البترول في محطات التكريم والسفر للخارج وتعيين المعاونين و استدعاء القيادات المفرط في مناسبات ثانوية وما تتحمله خزينة الدولة من تكلفة سفرهم ووقود سياراتهم وتذاكر طيرانهم يجب ان يكون له مدلول وهدف نهائي، لابد وان يكون واضحاً ويبرر تكلفته و له عوائده في ظل ازمة طاحنة نمر بها جميعاً . وشخصيتنا اليوم له خبرة عميقة في اختيار تلك المحطات التي تستحق الوقوف عندها والتعامل معها وتلك التي يجب ان يسير عندها القطار بلا توقف .
سياسات الترشيد لها معاني كثيرة غير توفير النفقات المادية وحسب. ومصطفي حسين قيادة ضليعة في فن الترشيد "وخمس سنوات قضاها فى النهاية كانت دليل واضح" فلديه فن العرشيد المبني على ذكاء الاختيار وضرب عدة عصافير بحجر واحد ، والمهم في النهاية هو تحقيق النتائج المطلوبة .
استعينوا بهؤلاء القاده واجلسوا معهم وافصحوا عما في صدوركم لهم فلا احد يتربص بكم ولا احد يتمني لكم الفشل والعكس من كل ذلك صحيح . كل ما نثيره من رأي وافكار هو رغبة صادقه في الحفاظ على هذا القطاع الذي يعز علينا ان نراه يسير علي مبادئ يبدو معظمها انشائي اللغة ليس الا ، بينما قواعده الاساسية في كافة شئونه التي تحمله تحتاج الى اعادة ترميم وتقوية وتطوير عميقه لتظل قادرة علي حمله بعد ان استطال في البنيان وازدحم بالمسئوليات ،، والسلام ،،