د نيفين حسني تكتب: التأثير النفسي للشائعات وغياب الوعي

من الجانب النفسي، تلعب الشائعات دورًا كبيرًا في التأثير على الأفراد والمجتمعات. إذ تعتمد على استغلال الخوف الجماعي إذ تنتشر الشائعات بسرعة عند الشعور بالخطر أو عدم الاستقرار كما تثير الحسابات الوهمية القلق عبر ترويج أخبار كاذبة ومضللة.

فتظهر الرغبة في الانتماء عند الأفراد حيث يُظهررون ميولًا لتصديق المعلومات التي تتوافق مع قناعاتهم السابقة وعقلهم الباطن أو تُعزز انتماءهم الاجتماعي، حيث تُدير هذه الحسابات محتوى يستهدف تقسيم المجتمع إلى مجموعات متناحرة.كما تؤدي الإشاعات المتكررة إلى تعزيز القبول النفسي لها، حتى دون وجود أدلة.

تأثير الحسابات والصفحات الوهمية على وعي ونفسية المصريين كبير وخطير، حيث تعتمد هذه الحسابات على أساليب نفسية ممنهجة لاستغلال مشاعر الناس وتحفيز ردود أفعال معينة. من أبرز هذه التأثيرات:

1-تأثير سلبي على الوعي:
* انتشار المعلومات المضللة: يؤدي إلى تشويش الفهم العام للأحداث والواقع.
* تعزيز الانقسامات: تعمل هذه الحسابات على خلق استقطاب اجتماعي من خلال بث رسائل تهدف إلى تعزيز الفُرقة والخلاف بين طبقات المجتمع أو فئاته المختلفة.
* إضعاف الثقة في المصادر الرسمية: يؤدي التشكيك المستمر الذي تروجه هذه الصفحات إلى فقدان الناس الثقة في الحكومة والإعلام الرسمي حيث تعمل الحسابات الوهمية على زرع الشكوك في قدرة الدولة على مواجهة التحديات، مما يضعف ثقة الأفراد في المجتمع والمؤسسات،كما يشعر الأفراد بالعجز نتيجة تدفق الأخبار المزيفة، مما يؤدي إلى شعور بالإحباط الجماعي.

2- تأثير نفسي عميق:
* زيادة القلق والتوتر: الشائعات المثيرة للخوف، مثل تلك المتعلقة بالأمن أو الاقتصاد، تسبب حالة من الهلع المجتمعي.
* الإحباط وفقدان الأمل: الترويج لصورة سوداوية عن المستقبل يثبط العزائم ويُضعف الروح الوطنية.
* الانطوائية والتشكك: يشعر الناس بعدم الأمان حتى داخل دوائرهم الاجتماعية بسبب عدم معرفة الحقيقة.
* الاستنزاف العاطفي: تؤدي الشائعات المتكررة إلى استنزاف الموارد النفسية للأفراد، ما يجعلهم أكثر عرضة للتوتر والاكتئاب. 

الإشاعات التي تتلاعب بالمشاعر الإنسانية كالأمان والخوف تُحدث اضطرابات نفسية طويلة الأمد.
تجنب المخاطر النفسية للحسابات الوهمية يتطلب بناء وعي نقدي قوي، تقوية المناعة النفسية للأفراد، وتعزيز الدعم المجتمعي. من خلال حملات التوعية وبرامج الدعم النفسي، يمكن تحقيق تأثير إيجابي يُمكّن الأفراد والمجتمع من التعامل بفعالية مع هذه الظاهرة المدمرة.

كاتبة المقال : إستشاري علم النفس الرقمي وعضو الهيئة الإستشارية العليا لتكنولوچيا المعلومات