الجمعة 10 يناير 2025 الموافق 10 رجب 1446

مروه عطيه تكتب عن تاريخ الثانوية العامة بين المدارس التجهيزية ونظام البكالوريا الجديد

250
المستقبل اليوم


في عالم يسعى مستمر نحو التقدم والابتكار حيث يظل التعليم هو المفتاح الذي يفتح الأبواب المغلقة أمام الأفراد والمجتمعات فهو ليس مجرد مجموعة من الدروس والمحاضرات بل هو عملية ديناميكية تتجاوز حدود الفصول الدراسية لتشمل بناء الهوية واكتساب المهارات الحيوية التي تؤهل الأجيال لمواجهة التحديات المعقدة في مجتمع متغير فالتعليم هو القوة الدافعة للنمو الاجتماعي والاقتصادي والمحفز للتغيير الإيجابي حيث يمكنه تحويل الأفكار إلى واقع وتحرير الطاقات الكامنة في كل فرد ومع تزايد الحاجة إلى معارف جديدة وإبداع متجدد في مختلف المجالات وتعتبر الثانوية العامة من أبرز المحطات في حياة الطلاب  حيث تمثل لحظة فارقة تحدد مساراتهم المستقبلية فهي مرحلة التحدي والطموح التي يتطلع فيها الشباب إلى تحقيق أحلامهم وتحديد مستقبلهم الأكاديمي والمهني وفي خضم الضغوط النفسية والاجتماعية يواجه الطلاب معاركهم اليومية محاطين بتوقعات الأسرة والمجتمع ولكن هل هي حقا مجرد امتحانات تقيس المعرفةةأم أنها اختبار حقيقي للإرادة والعزيمة؟
وفى السطور التالية نرصد رحلة الثانوية العامة ومسمياتها والتغييرات التى طرأت عليه منذ نشأة التعليم وحتى نظام البكالوريا الجديد.
أنشأت اول مدارس تجهيزية ثانوية سنة ١٩٢٥ وكانت تستقبل طلاب الكتاتيب والأزهر وتقوم على تعليمهم وتربيتهم وحددت مدة الدراسة بها ب ٤ سنوات ينتقلون بعدها إلى المدارس الخصوصية وكانت تمثل حلقة الوصل بين المدارس الأولية والمدارس العليا... وبعد محمد  على باشا تغيرت مدة الدراسة بالمرحلة الثانوية اكثر من مرة فكانت ٥ سنوات منذ بداية الاحتلال الانجليزى وفى عام ١٨٩٧ خفضت إلى ٤ سنوات وفى عام ١٩٠٥ استمرت ٤ سنوات وكن قسمت على قسمين مدة كل قسم سنتينينتهى القسم الاول بامتحان يحصل الناجحون فيه على شهادة الأهلية والقسم الثانى تتشعب فيه الدراسة إلى شعبتين أدبية وعلمية.
وفى عام ١٩٢٨ زادت مدة الدراسة إلى خمس سنوات تنقسم إلى مرحلتين الأولى مدتها ٣ سنوات يحصل الناجحون فى نهايتها على شهادة الكفاءة الثانية مدتها سنتان يتخصص فيها الطالب فى إحدى الشعبتين العلمية والأدبية ويحصل الناجحون فى نهايتها على شهادة البكالوريا... وفى عام ١٩٣٥ استمرت مدة الدراسة ٥ سنوات ولكن تحول تقسيمها إلى مرحلتين الأولى مدتها ٤ سنوات تنتهى بامتحان الثقافة العامة والثانية مدتها سنى يحصل بعدها على التوجيهية... وفى عام ١٩٥١ اعيد التقسيم مرة أخرى لتكون على ثلاث مراحل الاولى مدتها سنتان  وتسمى شهادة الدراسة المتوسطة وسنتان لشهادة الثقافة والمرحلة الثالثة مدتها سنة وتنقسم فيها الدراسة إلى علمى وادبى وتنتهى بشهادة التوجيهية
وفى عام ١٩٧٧ تحددت مدة الدراسة الثانوية بثلاث سنوات وكانت تنقسم إلى قسمين القسم الأول ومدته عام واحد وهو الصف الاول الثانوى وقسم الشهادة الذى يضم عامين دراسيين. يختار فيهما الطالب التخصص فى أحد القسمين العلمى والادبى... وكان الطالب يؤدى امتحانا عاما فى نهاية العامين من أجل الحصول على الشهادة.
وفى عام ١٩٨١ أدخلت  وزارة التربية والتعليم نظاما جديدا على الثانوية العامة وكان التخصص يبدأ من الصف الاول الثانوي ولم يستمر طويلا حيث تم تغييره عام ١٩٨٨ حيث عادت الثانوية إلى نظام السنة الواحدة فكان الصفين الاول والثانى للدراسة العامة والتخصص فى الشهادة.
أما فى العام ١٩٩١ تم تعديل نظام الدراسة فى الثانوية العامة وإدخال المواد الاختيارية لدراسة ميول وقدرات الطلاب وكذلك كان هذا اول عام يتم فيه دراسة المستوى الرفيع بما يساعد على زيادة مجموع الطلاب.
وفى عام ١٩٩٤ دخلت الثانوية العامة نظام المرحلتين حيث تحولت الدراسة إلى النظام الممتد بين العامين الثانى والثالث وكانت الدراسة تتم بموجب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب عند التخصص ونفس العام بدأ نظام تحسين المجموع... ووفقا لهذا النظام كان يحق للطالب دخول الامتحان لخمس مرات بغرض تحسين مجموعه إلى أن ألغى العمل به عام ١٩٩٦ وظلت الثانوية العامة تدرس بنظام العامين وبنظام الشعبتين حتى يناير ٢٠١١.
فى عام ٢٠١٣ أقر البرلمان تعديلا فى نظام الدراسة لتقتصر الشهادة على عام واحد بدلا من عامين... وفى عام ٢٠١٨ تم الغاء نظام الثانويه القديم وتم إعلان نظام جديد كليا وهو نظام التابلت حيث اعتمد هذا النظام على تغيير ادوات التقييم والامتحانات وانهاء طرق التعليم القديمة.
واخيرا وليس آخرا نجد نظام البكالوريا الجديد والمقرر أن يطبق منذ العام القادم على طلاب الصف الاول الثانوي.
ودوخينا يا دنيا.




تم نسخ الرابط