ويبقى الياسمين أبيضاَ مهما خانته الظروف.. ياسمين الجاكي
"ويبقى الياسمين أبيضًا مهما خانته الظروف" عبارة تتضمن معانٍ ذات قيمة ومغزى ،فعندما نتعمق فيها نجدها تدعونا للثبات والصمود والصبر لمواجهة تحديات الحياة وقسوتها وآلامها.
مقولة تجلب السعادة والتفاؤل والأمل للتغلب على الأزمات والتحديات بوسيلة غاية في البساطة وهي التمسك بالنقاء والجمال الداخلي والقوة الساكنة بأعماقنا ، وهذا الصوت الخافت الذي يهمس لنا دوماً بأننا الأفضل والأرقى، بتمسكنا بالمبادىء والقيم والأخلاق والمثل التي لا تقوى عليها تقلبات الزمان .
الياسمين زهرة بيضاء نقية تحمل عبيراً وشذى، هي رمزاً للجمال والرقة والنعومة، زهرة لا مثيل لها، فريدة من نوعها، لها جاذبية خاصة تمنحك الأمل والطمأنينة عند النظر إليها، ولكن خلف هذا الجمال وتلك الجاذبيه قد تتعرض للأزمات و وقد تهب عليها الرياح لتقتلع أوراقها الناعمة، وتسقط عليها حبات المطر لتتلفها وتتساقط وتتناثر هنا وهناك ، لكن سرعان ما نجدها تعود للحياة من جديد وتتغلب على كل الظروف لتحتفظ بلونها الأبيض النقي ورائحتها العطرة وتواجدها في كل مكان لتسعد الناظرين.
وهذا هو وجه الشبه بينها وبين الإنسان، وما يتعرض له في طريق حياته ومستقبله؛ فالإنسان السوي نفسياً وجوهرياً هو من يكون مثل زهرة الياسمين يحافظ على نقائه الداخلي وعفويته وجماله وسيرته العطرة مهما واجهته الصعوبات ومهما قابل من ذوي النفوس المريضه، من يحاولون إخماد الحماس واطفاء روحه وتدمير نفسيته .
فجميعنا تمر علينا أوقات عصيبة مليئة بالهموم والأحزان نشعر بالإحباط والإستسلام واليأس لعدم القدرة على تغيير الواقع المرير، ولكن القوي منا هو من يكن مثل هذه الزهرة الجميلة من تعطينا درساً عظيماً في الحياه ، من يقف من جديد بكل شموخ وثقه ، متمسكاً بمبادئه ، محافظاً على هويته الخاصة مهما تغيرت الأحوال والظروف من حوله التي تعد جزءاً لا يتجزأ من رحلته بهذه الحياه، فهذه العقبات هي من تخلق منك إنساناً أقوى وأشجع وأنضج وتمنحك الفرصه لتنمية ذاتك وتعلمك العديد من الدروس المستفادة.
مثلما تجلب الرياح فائدة لزهرة الياسمين وتساعد في نشر بذوره في أماكن جديدة، فإن التحديات التي نواجهها قد تجعلنا أقوى وأكثر حكمة وثباتًا ، تعلمنا كيف نواجه المستقبل بثقة أكبر، وكيف نصبح أكثر مرونة في التعامل مع مختلف الظروف تعلمنا معاني الصبر والتأني لنحاول بكل ما في وسعنا لإثبات الذات وترك يصمة مؤثره في مشوارنا.
فلنؤمن جميعاً بأن الحياة مليئة بالظروف التي قد تحاول أن تغيرنا وتعرقلنا وتحاول تشويه أفكارنا ومعتقداتنا ، ولكن الجوهر والنقاء والجمال الداخلي الذي نحمله هو الذي يظل ثابتًا ويمنحنا القوة والاستقرار..