شخصيات..عابد عزالرجال..عندما تجف الأقلام أمام حقيقة الموت

تجف الاقلام امام مصيبة الموت .وتضفي المفاجأة بعداً اخر من الدهشة والحسرة على عزيز قد مضي . الموت حقيقة لا جدال فيها ولكنه حقيقة غائبة حتي تحضرنا بدون استئذان وتذكرنا بوجودها والامها . رحيل عابد عز الرجال كان كل ذلك مجتمعاً . القلم لا يستطيع ان ينطلق بعد ان كبلته الدموع والحسرة و كذلك الحقيقة الغائبة اطلت علينا واضحة ساطعة .
اجتمعت فى الرجل صفات رجل الدولة الملتزم والمهندس النابغ في تخصصه و ما امتلكه من شخصية اجتماعية محبوبة اجتمعت حولها زملاء وتلاميذ، ولذلك لم يبخل عليه القدر في مماته عندما جمع له في رحيله كل احكام الحياة و مايجب ان يفقهه ويدركه الجميع . وهكذا ظل الرجل في حياته ورحيله سواء بسواء .
يبقي عابد عز الرجال رمزاً من رموز هذا القطاع بل الدولة كلها لأن جميعنا يعرف انه رفض المنصب الوزاري اكثر من مرة . كان يشعر بأنه اعطى ولم يعد لديه القدرة على تحمل مسئوليات جسيمة اكبر لا يقدر عليها الا من منحه الله القدرة عليها . ربما كان هذا هاجساً في نفسه ولعلنا الأن ندرك انه كان يبصر مالا نراه او نشعره .
رجل بذل الجهد والعرق و ازهى ايام العمر في صحاري مصر وبحارها ، كان يتابع انتاج هذا البلد من كل بئر . استنفذ رصيده مبكراً برضا نفس فمثل هذه النوعية من الشخصيات تفني كالشموع المضيئة. لن يكون الموت وازعاً لسرد محاسن هذا الرجل فقد استحقها وسمعها في ملئ حياته وزمانه .ولكننا في رحيله ننعي اخلاقاً و رجولة وصداقة و زمن جميل تتباعد عنا ايامه تباعاً .
هكذا هو رحيلك ياصديقي العزيز وقد اصبح حقيقة ساطعة لا ريب فيها وعلينا ان نرضي بقضاء الله فيها فهذه اقدار الايام فينا مهما غابت او توارت فلا ريب انها قادمة تزورنا جميعاً في اوقاتنا المقدورة .
طبت حياً وميتاً ولن يخفت اسمك بعد ان حفرته انجازاتك وتضحياتك بأحرف من نور في سجلات الشرف والكرامة والوطنية .خالص العزاء لأسرته الصغيره ولأسره قطاع البترول كافة . والسلام ،،
#سقراط