الإثنين 31 مارس 2025 الموافق 02 شوال 1446

شخصيات..وسيم وهدان ونهضة بتروتريد

1796
د وسيم وهدان
د وسيم وهدان

منذ سنوات كثيرة وأنا أجالس التوأم المهندس سامح فهمي والاستاذ هادي فهمي ، أحبهم ويحبوني ، أقدرهم وأجلهم ويقدروني ، وبعد انقشاع الغمة وانتهاء جو محاكمات ثورة 25 يناير ، كان الأستاذ هادي فهمي يضحك ويقول: عارف يا سامح لو كان معاكم محاسب واحد في قضية الغاز مكنش فيه مهندس واحد منكم أتحبس ، كل الذين زج بهم للسجن كانوا مهندسين .
——————
لم أكن أعي ذلك جيداً ، وعيته في ما بعد عندما عاشرت العديد من المحاسبين ، والأمر ليس على إطلاقه فليس جميعهم بالشكل الذي جاء عليه تكوين هادي فهمي أو أشرف عبدالله أو الراحل عبدالفتاح أبوزيد أو حلمي صقر ، وغيرهم كثيرون .
—————
ومع أقترابي أكثر أدركت أهمية وقيمة دراسة التجارة والمحاسبة ، وربما أكد ذلك في نفسي معاشرتي للدكتور وسيم وهدان رئيس شركة بتروتريد بطل هذا المقال والذي اصقل موهبته بالقراءة والمطالعة والسفر .
——————
لقد كان من الصعوبة أن ينخرط الدكتور وسيم وهدان في مجتمع الموظفين بسهولة ، رغم أنه واحد منهم وتربى وسطهم وعاش نفس حياتهم وانطبعت عليه نفس طباعهم ، لكنه ظل متأثراً بحياة والده رحمه الله وكان أستاذاً فاضلاً ، اقتدى به وسلك طريقه للجامعة ونال درجة أستاذ وخبير ومشرف على الدراسات ، ولعل هذا ما جعله شخص مختلف عن غيره خاصةً في ثقافته التي باتت تجمعنا أكثر من معرفة العمل كأحد قيادات قطاع البترول .
——————
كنت أظن فى البداية أن وسيم وهدان شخصية مختلفة عن البشر فى التعامل مع الغير ، وبالفعل هو مختلف لكن أدركت فيما بعد أن هناك أشخاص مثلهم مثل الأطباء النفسيين ، هم ليسوا مجانين ولا بعيدين عن الناس ، لكنهم أشخاص حالمون يعيشون حياة المثالية ويطلبونها لغيرهم ولمجتمعهم ولأوطانهم ، ومع كثرة خيبات الأمل التي يصابون بها من عدم الإصلاح تحولوا لأشخاص مختلفين ، وربما وضعهم هذا في مأزق مع الناس الذين يرونهم أشخاص غير طبيعين وغير مندمجين مع المجتمع .
—————-
والحقيقة أن هذه هي الحقيقة ، فأصحاب الفكر أياً كانت مناصبهم يميلون إلى التعامل مع أنفسهم أكثر من غيرهم، هم يؤمنون أن الشخص الوحيد الذي يستحق صداقتهم هو الشخص ذاته ، إذاً لا داعي للتعامل مع الغير ، ويصلون لمرحلة الانعزال والوحدة ، بعدها يرددون : دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر .
——————-
ويعترف الدكتور وسيم وهدان بذلك، ربما أنه يشعر بالخطأ فيما مضى، وربما عوامل السن والتركيز وتخطي أزمة منتصف العمر هي ما جعلته يرى في نفسه إنسان عكس حقيقته ، وهذا من اللطف ونقاء السريرة، أن تجد من يعدل عما يراه في ذاته كان سلبياً ، ويعيد بناء شخصية جديدة قادرة على التعامل حتى مع أراذل الناس ، وللعلم هنا دور كبير فى تحول الشخصية دون الإخلال بمقاييس القوة والضعف .
———————

ربما كانت مرحلة الإندماج الحقيقي للدكتور وسيم وهدان عندما تولى رئاسة شركة بتروتريد ، فوجد أنه لابد من الإنخراط بين البشر ومسايرة العمل ، لكنه راح بكل سهولة يسخر ما تعلمه وما عايشه مع عائلته فى الداخل والخارج للعمل والعاملين ، وهاهي بتروتريد التي عانت من صورة سلبية وانطباعات ظالمة تتغير للأحسن والأفضل ، وبعد ان كانت شركة تعيش على عرق هيئة البترول ، تحولت الى اكبر موفر للسيولة النقدية ، فقد خلق الدكتور وسيم وهدان فرص عمل حقيقية داخل الشركة فانقلبت الموازين ، وأصبحت بتروتريد الشركة الأولى الموردة للسيولة النقدية لهيئة البترول يومياً متخطيةً بذلك شركتي التعاون ومصر للبترول .
——————-
وبعيداً عن الأرقام ، فإن منظومة تحصيل الغاز الطبيعي ، تفوقت على منظومات خاصة كثيرة دشنت بالملايين ، وأصبح المواطن لديه خيارات كثيرة في قراءة عداده ودفع فواتيره وهو جالس في مقعده حتى دون أن يدخل أحد منزله .
 

كما تضاعفت نسب التحصيل ووصلت لأعلى مستوياتها منذ تأسيس الشركة ، وباتت بتروتريد الدرع والسيف في تجميع الزيوت المستخدمة وزيوت السفن، واقتنصت كافة موانئ الجمهورية ، وها هي منظومة الشكاوى بالشركة تكاد ان تكون صفراً بعد ان عمل وسيم وهدان على حلها .
————-
ومع التوسع في أعمال الغاز الطبيعي ، تبرز أهمية بتروتريد كأحد الركائز الأساسية لقطاع البترول ، ففي كل محافظة ومركز وقرية ونجع وعزبة تجد موظف بتروتريد ، ولو عينوني وزيراً للإعلام لاستعنت بموظفي بتروتويد كمراسلين في كل شبر من أرض مصر ، ساعتها سأصنع رسالة إعلامية من على الأرض وليس من داخل الاستديوهات المكيفة بمذيعين يثرثرون كثيراً دون فائدة ، وسأعيد أمجاد خميس أبو العافية وطارق عبدالجابر والدكتور سيد علي وسامي عماره للتليفزيون المصري .

وكان الوزير كريم بدوي لديه كل الحق، عندما مدح بتروتريد في الجمعية العمومية ومنحها حقها الذي تستحقه في هذه الفترة من حياتها ، وهي فترة مزدهرة بالفعل ، لأنها فترة الدكتور وسيم وهدان .
#سقراط 




تم نسخ الرابط