د حنان عبدالمنعم تكتب: الأخطاء لا تمحو الود

في علاقاتنا، سواء كانت صداقة، حب، أو حتى زمالة، دايمًا هناك لحظات ضعف. جميعنا يخطىء وكلنا يتوجع. الفرق الحقيقي يظهر في رد الفعل بعد الغلط.
الود الحقيقي ليس لحظة حب أو كلمة حلوة ، الود الحقيقي يظهر وقت الغضب والزعل…يظهر وقت ما الطرف الثاني يغلط، وتلاقي قلبك لسه قادر يسامح، ولسه نفسك تبني مش تهد.
صحيح… الأخطاء ما بتمحيش الود، لكن بتبني حواجز، وكل مرة بنسكت على الألم، وكل مرة بنتجاهل، بنتظاهر بالقوة واحنا من جوانا بنتكسر، بيتبني جدار بينا وبين اللي بنحبهم. جدار مش من حجر، لكن من مشاعر مكبوتة، وجرح ما اتداواش، وكلمة ما اتقالتش.
لكن القوة الحقيقية مش في إننا نسكت…القوة في المواجهة، في إننا نختار نكسر الحواجز مش نبنيها. القوة في كلمة “أنا آسف”، وفي ردها بـ”أنا مقدّر تعبك”. القوة في حضن بعد خصام، في دمعة صادقة، في نية صافية تبدأ من جديد.
خلّي بينك وبين اللي بتحبهم مساحة نقاء، مش مساحة خوف.
اتعلموا تعبروا، تتكلموا، وتفتحوا قلوبكم. لأن الود لو فضل، والنية كانت سليمة، تقدروا تهدوا أي حائط اتبنى بالغلط.
القلوب اللي بتحب بصدق، تستحق إنها تتكلم بصراحة.
وتستحق إنها تلاقي فرصة تانية…مش عشان ما غلطوش، لكن عشان لسه في ود، ولسه في أمل، الود الحقيقي مش بيطير مع أول غلطة، بس الحواجز بتتبني من تراكمات السكوت، من الكلام اللي ما اتقالش،
من الاعتذار اللي ما حصلش، ومن الحضن اللي اتأخر.
بس دايمًا في أمل…أمل إننا نكسر الحواجز ونرجّع الدفا، إننا نتكلم بصدق، ونسامح بجد، ونرجع نحس بالأمان.
ما تسيبوش المسافات تكبر بينكم وبين اللي بتحبوهم…النية الطيبة، والكلمة الصادقة، تقدر تهد أي جدار اتبنى بالغلط. ولو بتحب بصدق… عبّر، اعتذر، سامح، وابدأ من جديد.
الود ما بيروحش، بس محتاج نحافظ عليه.