مجرد رأي…حياتنا بعد قيامة المسيح

في كتابه ( الاسطورة الذهبية ) او Golden Legend سطر المؤرخ الايطالي الكبير (جاكوبوس دي بورجين ) احداث القيامة وما سبقها من دخول اورشليم و خيانة بستان جوسيماني و محاكمات الافك والظلم ثم السير في درب الالام الرهيب حيث الموعد المنتظر لساعة التضحية والفداء .
عجيب امر هذه الدنيا فكل عام نشعر بأننا قد اوفينا هذه الاحداث العظيمة حقها من الوصف والتبجيل والتأمل لتأتي سنة اخرى نشعر فيها بأننا مازلنا في اول طريق فهم هذه المعجزات والاحداث . كيف امتلك التاريخ كل هذا الزخم والتفاصيل التي لاتنتهي والتي غيرت حياة البشرية وفتحت ابواب السماء من جديد لبني البشر بعد ان اغلق في وجه ادم وبنو جنسه بعد خطيئته في حق الهه ونفسه . كيف امتلك التاريخ العجيب هذا الكم من معاني فلسفة الحياة الابدية والقيامة بعد الموت وكيف قدر بني البشر هذه العطية التي لا توهب الا مرة واحدة في ملئ زمانهم المادي .
كانت التجربة قصيره ، ثلاث سنوات لم تزد قضاها كلمة الله وروحه في جسده البشري الطاهر يدعو فيها ويعظ وينصح . ذهب للأشرار وقال لم ارسل للأبرار . مسئوليته كانت عظيمة تجاه الخطاة والذين تجبروا في الارض ولم يعبأ بما لاقاه من تعنت وسخرية وايذاء ، وهب نفسه لبني الانسان جميعهم مبشراً بأنه موجود ، فقط أطلبه و ما عليك الا ان تسعى اليه مصدقاً تائباً . عفا عن من ظلموه وطلب المغفرة والسماح لهم وهو في اشد حالات الالم والمهانة وتكفلت الطبيعة بالحزن والغضب عندما تزلزلت الارض وغربت الشمس و انشق حجاب الهيكل .
وصف ( دانتي اليحري) في كتابه (الكوميديا الالهيه) احداث الفداء ومابعدها وكيف كان مصير العصاة والطغاة الذين اشتركوا في تلك المأساة المروعة فلم يكن ربك نسياً .
و هاهي المناسبة تطل علينا من جديد وكأنها حدثت في الزمن القريب تملئنا بالتأمل والحزن ويعقبها فرح ( القيامة) وهزيمة الموت و بشارة العفو والمغفرة . انها اشارة و بشارة للجميع انهم في رحلة قصيرة ولابد وانهم ذاهبون ليوم القيامة المعلوم .
خالص التهنئة لكل اطياف الشعب المصري وعلى رأسهم مسيحييه و رأس الكنيسة المصرية العتيدة البابا تواضروس الثاني بهذا العيد السعيد الذي يأتي بعد رحلة طويلة من الصيام و اجراس الصلوات المجلجلة.
ويظل شعبنا قوياً متلاحماً يحترم ويقدس كل اعياده ومناسباته مهما اختلفت الاديان، فهي لرب واحد ، و يظل التسامح دوماً من رموز حضارته وتحضره . و كل سنه وانتم طيبون . والسلام ،،
سقراط
المصادر :-
⁃الكوميديا الالهية للمؤرخ الايطالي دانتي اليجري .
⁃الاسطورة الذهبية للمؤرخ الاسقف جاكوبوس دي بورجين والصادر في القرن ١٣ ميلادية .