أخيراً استفدت من أيمن الشريعي

بعد حلقة نادي إنبي على قناة حكاوي علام ،وبينما كنت أجلس على احد المقاهي محتسياً الشيشة والتهمها التهاماً كالعادة ، ادندن معها وترد عليَّ بصوت كريرها المتعالي ، إذ بمجموعة من الأشخاص لا أعرفهم ولا يعرفونني ، في اعمار مختلفة ، مابين شباب وشيوخ يتحدثون ، ليست كعادتي أن أتجسس على حديث أحد ، لكنِ سمعتهم يتكلمون عن أيمن الشريعي و عن نادي إنبي ، لا يمكن أن أظل متديناً للنهاية ، كان ولابد أن انصت واتجسس واسترق السمع ، لأسمع ما يقولون عن صديقي المختلف والذي لا يشبهه أحد .
واعتقد أنهم لو رأوني فلن يعرفونني رغم أنهم شاهدوا الحلقة ، سمعت أحدهم يقول: أيمن الشريعي دا حتة واد ، تحس انه خليفة مرتضى منصور ، بس على هدوء وأدب ، رد عليه أحدهم قائلاً: يا أخي تحس انه متربي وبرنس فى نفسه ، وقال أخر: دا عامل قلبان فى الكورة ، بس عمره ما بيغلط فى حد ، رد احدهم : كان فيه صحفي واضح انه محترم عامل عنه حلقة على اليوتيوب ، فرد عليه من يجلس بجانبه : تلاقيه محترم زي أيمن ، ما هو الطيور على أشكالها تقع ، واستطرد : أنا عارف أيمن الشريعي وعارف عيلته ، وبالفعل هو من عيلة عريقة وإبن ناس ، وأبوه كان رجل فاخر ، وحويس انه بيخلص حقنا من الاهلي ،،، استمر الحديث على هذا النحو ، لكنِ لم اكمل الاصغاء اليهم ، فسرعان ما فتحت اليوتيوب لأعاود "على غير العادة" الفرجة على الحلقة وأرى ماذا قولت في أيمن الشريعي ، فأنا لا أسمع نفسي ولا أقرأ ما اكتب .
حمدت الله كثيراً على هذه السيرة ، وقولت في نفسي: أخيراً استفدت من أيمن الشريعي .
أذكر انه و بعد نجاح أيمن في الانتخابات ورئاسة نادي إنبي ، طلبت منه أن يضم إبني للنادي ، لكنه رفض بشدة ، ورغم انِ اخذت على خاطري منه لكنِ تراجعت وقولت : من سواك بنفسه أو بغيره فما ظلمك ، إذا كان أيمن رفض أن يتوسط لإبنه الوحيد خريج الجامعة الأمريكية في أي عمل ، وتركه في مهب الريح يسلك طريقه بنفسه .
وأعترف أني ورغم عشرتي الطويلة بأيمن الشريعي ، لم أدرك كل جوانبه ، لكنِ أستطيع القول أن صفاته ترتكز على : الزهد في ما في يد الغير - الترفع عن كل شيء- لا يغريه المال- لا يميل للستات- لا يُحب السلطة- لا يُحب النفاق ولا المنافقين- لا يؤمن بسياسة الباب الموارب ، فهي عنده نوعاً من "التعريض"الصح صح والغلط غلط - يرفض المجاملات - يمقت الظلم - يحب الفقراء- يبكي عندما يرى شخص محتاج .
وأيمن هو الضمير الحي لكل من يعرفه ، يوقظك عندما توشك أن تقع فى الخطيئة، يستيقظ فيك، عند كل مصيبة ، وهو الذي ينبهك عندما تسير معه أنه لايزال على سطح هذا الكوكب من يعرف الحق ويطلب العدل ، لذا فقد كنتُ سعيداً عندما سمعت من يتحدث عنه ويمدحه دون معرفة ، لهذا وذاك اعترف بأنِ استفدت من أيمن الشريعي .
#حكاوي_علام