تحليل: توقيت إصدار حركة المساعدين

لم يكن إصدار حركة المساعدين الأخيرة محض صدفة، ولا جاء في هذا التوقيت تحديدًا من باب المصادفة. ففي الوقت الذي يعاني فيه القطاع من فجوة عميقة نتيجة تناقص الإنتاج وارتفاع معدلات الاستهلاك المحلي بشكل كبير، وانشغال القيادات العليا كافة بهذا التحدي الخطير، صدرت الحركة.
بطبيعة الحال، فإن إصدارها يبعث برسائل طمأنينة إلى عموم العاملين بأن القطاع لا يزال بخير، وأن نظام الحركات والترقيات لا يزال قائمًا رغم الضغوط الهائلة. وتبدو هناك عدة رسائل ضمنية مهمة في هذا التوقيت، من أبرزها:
• أن درجة “المساعد” لم تعد تُمنح بسهولة أو بشكل روتيني كما يتوقع البعض، بل أصبحت تتطلب سنوات من الجهد والإثبات الفعلي لأحقية المرشح في الحصول عليها.
• كذلك فإن درجة “رئيس شركة” لم تعد من المستحيلات، بل أصبحت متاحة لمن يثبت بالفعل جدارته واستحقاقه.
• كما بدا واضحًا عنصر التكريم والتقدير في هذه الحركة، خاصة لأولئك الذين أصبحوا على بعد خطوات قليلة من سن التقاعد.
• وأظهرت الحركة أن أوراق الترشيحات لا تذهب سدى، بل تُدرس بعناية وتُحفظ في موضعها حتى يحين وقتها المناسب.
وقد كان التقدير المادي حاضرًا بذكاء أيضًا، حيث جاء التعديل قبل نهاية السنة المالية، ما يعني ربط المرتبات الجديدة وتحقيق استفادة عملية للعاملين.
وبلا شك، فإن من يتأمل توقيت هذه الحركة وطريقة صدورها، يجد فيها رسائل عديدة وقواعد جديدة يجب أن يدركها من ينظرون إلى هذه الدرجة من منظور أقدمية السنوات فقط. فقد أصبح من الواضح أن الوصول إلى هذه الدرجة لا يتم عبر هذا الطريق وحده.
لقد آن الأوان لإغلاق هذا الملف، الذي لطالما أُثير من قبل البعض بين الحين والآخر، فيما يشبه “متلازمة المساعدين”، تلك الشكوى المتكررة من عدم صدور الحركة، وادعاء أنها السبب الرئيسي في انخفاض الإنتاج.
ها هي الحركة قد صدرت، تزامنًا مع أيام العيد، وسعد بها الجميع. والآن، علينا أن ننتظر منهم ترجمة فرحتهم إلى حماس حقيقي يدفع عجلة الإنتاج إلى الأمام بكل وسيلة ممكنة.
المستقبل البترولي