الحرب وأسعار المحروقات (تحليل)

الأخبار العاجلة التي تتوالى منذ فجر اليوم، بإعلان دخول الولايات المتحدة الحرب رسميًا ضد دولة إيران، تجعل التوقعات والتكهنات على صفيح ساخن. المنطقة بأسرها أصبحت ساحة للحرب، والتهديدات باتت أشد من الحرب نفسها، والخوف على استمرار تدفق إمدادات النفط من الخليج العربي أصبح حقيقيًا لا يحتاج إلى مبررات.
إغلاق مضيق هرمز أو تلغيمه، وضرب مواقع حيوية في دول الخليج القريبة من مسرح الأحداث، وعودة العمليات العسكرية إلى البحر الأحمر وباب المندب، هي مفاتيح أبواب الجحيم التي قد تُفتح على العالم بأسره.
أسعار النفط حاليًا تقترب بشدة من مستوى الـ80 دولارًا، وأي عمل خاطف غير محسوب قد يدفع بها إلى تجاوز حاجز المئة دولار بكثير – هذا إن توفّر النفط أصلًا أو أمكن شحنه.
الوضع يزداد سوءًا بوتيرة متسارعة، ولا يبدو في الأفق سوى نوازع انتقام وحرب شرسة تدور رحاها بلا رحمة.
الأسواق العالمية في حالة من التوتر البالغ، والجميع يترقب ما ستُفضي إليه الأحداث وردود الفعل على هجمات هذا الفجر التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية. فهل ستتوالى الضربات وتتحول إلى عشوائية تستهدف المواقع البترولية والاستراتيجية في الدول المجاورة؟ هل الهدف هو إجبار دول كبرى أخرى على الدخول في هذه المعركة، باعتبار أن نفط إيران والخليج يشكّل العمود الفقري لاقتصاداتها؟
ربما تكون هذه هي استراتيجية الحرب في مرحلتها الجديدة.
أما بالنسبة لنا، فإن أسعار النفط المرتفعة تمثّل عبئًا كبيرًا على مواردنا، خاصة بعد أن استعاد الدولار قوّته مجددًا في البنوك وتجاوز حاجز الـ50 جنيهًا مرة أخرى. ومع اتجاهنا إلى استيراد الغاز المسال خلال هذه الفترة، تصبح كل هذه العوامل ضغوطًا حقيقية على أسعار المحروقات الحالية، التي لن نقوى على مقاومتها.
استمرار هذه الحرب وتفاقمها لن يأتي بخير على الاقتصاد العالمي بأسره، وإذا تأثرت إمدادات النفط العربي بشكل أو بآخر، فسوف يواجه الجميع أزمة طاحنة وأسعارًا جديدة تفرضها الظروف.
دعونا ننتظر ما ستسفر عنه الساعات القادمة، التي ستكون بلا شك حاسمة.
المستقبل البترولي