السبت 16 أغسطس 2025 الموافق 22 صفر 1447

متحدثة البيت الأبيض…عبير الشربيني وكارولين ليفيت

964
المستقبل اليوم

كارولين ليفيت ذات ٢٧ ربيعاً هي المتحدثة باسم البيت الأبيض، مقر الحكم في الولايات المتحدة، والسكرتيرة الصحفية للرئيس الأمريكي. وصفها رئيس أكبر دولة في العالم بأنها (ذكية وصلبة وأثبتت قدرتها على التواصل بشكل فعال جداً).

ويأتي هذا الحديث في سياق تعيين الدكتورة (عبير الشربيني) كمتحدثة باسم وزارة البترول. وربما يأتي وجه الشبه أن كثيراً من العاملين والقيادات بقطاع البترول كانوا يطلقون على مبنى وزارة البترول في شارع ذاكر حسين اسم (البيت الأبيض)، كناية عن أنه مبنى الحكم للقطاع.

ويبدو أن القادة الآن أصبح لديهم ثقة في العنصر النسائي صغير السن في مثل هذه المهمة الثقيلة الحساسة التي تتطلب ثقة وقوة وسرعة بديهة، واختيار (عبير الشربيني) لابد أنه خضع لمعايير محددة بناءً على الخبرة الدولية والحس السياسي والفني للوزير.

و عبير الشربيني صاحبة شهادات وخبرات فنية عالية على المستويين الأكاديمي والعملي، ولكن عليها أن تأخذ كلمات الرئيس الأمريكي عن سكرتيرته كمنهج لهذا العمل أو لهذه المهمة التي تتطلب بالفعل قوة الشخصية والذكاء والقدرة على التواصل، فهي بالفعل مقومات المتحدث الرسمي، علاوة على أناقتها الشخصية بالطبع كونها محط الأنظار.

ونرجو أن نرى ونسمع منها المفردات الدبلوماسية المقتضبة في المقابلات الإعلامية، وعدم الإسهاب في الشرح والتحليل، لأن هذا يضع الوزارة في موضع الاتهام بدون داعٍ، وهذه من الأخطاء الكارثية التي تعرضت لها الوزارة في الفترة السابقة مع المتحدث القديم .

كان يكفي مثلاً التعليق (بأن الوزارة تشعر بالقلق العميق تجاه حوادث كسر خطوط الغاز) وينتهي الأمر. مثل هذا التعليق الدبلوماسي كان سيرفع عن الوزارة المسئولية ويضع الجهات الأخرى المسئولة عن أعمال الحفر غير المرخص أمام مسئوليتها. هذا مجرد مثال نسوقه على كيفية التعليق على الأزمات والحوادث، وتختلف التعبيرات باختلاف السياق بالطبع.

فن الحديث الإعلامي علم وموهبة ودراسة، وعلينا أن نتعلم كيف نخاطب الرأي العام والمسئولين بذكاء وحنكة، لأن كل كلمة لها موضعها ورسالتها، بدون الإسهاب والسرد الذي يأتي بنتائج عكسية.

يجب أن يكون المتحدث على علم تام بأنه يعبر عن توجهات الوزارة ورأي قياداتها في الحدث فقط، بدون الدخول في التفاصيل الفنية، مع إعلان أن إدارة الإعلام بالوزارة ستقوم بنشر وتوضيح التفصيلات الخاصة بالحدث ، ولعا في ذلك اذرع اعلامية كثيرة سواءً كانت مباشرة أو غير مباشرة .

ونرجو أن تعقد المتحدثة مؤتمرات صحفية في حال وجود ما يستدعي ذلك من أحداث هامة، تجيب فيها على كل تساؤلات الصحفيين والإعلاميين.

تمنياتنا بالتوفيق، والأمل كبير في الوجوه الجديدة الشابة، ونرجو أن نرى متحدثة “البيت الأبيض البترولي” في مستوى "بل تتفوق" على متحدثة البيت الأبيض الأمريكي ، ونحن نساندها بكل خبرتنا الإعلامية والصحفية.

(تقرير #المستقبل_البترولي)




تم نسخ الرابط