الأحد 17 أغسطس 2025 الموافق 23 صفر 1447

أيمن حسين يكتب: عبير وداود… تجربة أتمنى لها النجاح

116
المستقبل اليوم

لا يخفى على أحد إننا نعيش الآن في عالم تتشابك فيه الحقائق مع الشائعات، وتتسابق فيه المعلومة الحقيقية الصحيحة مع التضليل والتزييف، لذلك أصبح وجود منظومة إعلامية قوية وواعية ضرورة حقيقية، لا رفاهية ولا مجرد استكمال هيكل إداري، وخاصة في قطاعات استراتيجية مؤثرة مثل قطاع البترول.

وفي خطوة مشجعة تعكس حرص وزارة البترول والثروة المعدنية على تطوير أدائها الإعلامي، تم تكليف الدكتورة عبير الشربيني متحدثة رسمية للوزارة، بالتزامن مع تعيين الأستاذ محمد داود مديرًا عامًا للإعلام بالوزارة. هذه التعيينات جاءت في توقيت دقيق وصعب تتطلب فيه المرحلة رؤية إعلامية واضحة، وتنسيقًا احترافيًا بعيدًا عن العمل الفردي، بما يضمن وصول الرسالة بالشكل الصحيح.

كتبنا في مقالات سابقة مرارًا عن أهمية أن تمتلك الوزارة ذراعًا إعلاميًا قويًا قادرًا على التواصل الفعال مع الداخل والخارج، ونبهنا إلى ضرورة أن تكون هناك نافذة إعلامية واضحة وشفافة، تتسم بالمصداقية والاحترافية ، وتقدّم المعلومات في وقتها، بما يخدم الصالح العام ويعكس الصورة الحقيقية لما يجري داخل هذا القطاع الحيوي والمؤثر . واليوم، نرى هذه الرؤية تتحقق على أرض الواقع أو على الأقل هناك محاولة جادة لتحقيقها ، وهو ما يستحق التقدير والشكر للوزارة وكل من يساهم في هذه القرارات.

الدكتورة عبير تأتي بخبرة مهنية متميزة وحضور مؤثر، لتكون الواجهة الرسمية للوزارة أمام وسائل الإعلام والرأي العام، حاملة على عاتقها مسؤولية بناء خطاب إعلامي هادئ ومتزن وذكي. وفي المقابل، يتولى الأستاذ محمد داود بكل ما يتمتع به من سيرة طيبة وعلاقة احترام وود بينه وبين الجميع حيث توكل له مهمة ترتيب البيت الإعلامي من الداخل، وضبط إيقاع الرسائل، وتنسيق الجهود بين الإدارات، وفتح قنوات تواصل فعالة مع الإعلام الخارجي.

نجاح هذه التجربة يعتمد على التكامل بين الدورين؛ فالمتحدث الرسمي ليس ناقلًا للأخبار فحسب، بل صانع لرسالة مدروسة وحكيمة، وإدارة الإعلام ليست وظيفة إدارية روتينية، بل قيادة ميدانية تضمن دقة المعلومة وسرعة وصولها دون خلط أو لبس والكثير والكثير من التفاصيل من العمل الداخلي وعندما يلتقي الجانبان على رؤية واحدة، تتحول الجهود الفردية إلى منظومة متماسكة قادرة على مواجهة الشائعات وعدم فتح ابواب للخلط ودرءا للبلبلة ، وتعزيز الصورة الإيجابية لقطاع البترول وما يقوم به من ادوار هامة وعظيمة لبلدنا الحبيب.

وأنا على يقين تام – وفي حالة رضا كاملة – أن هذه الاختيارات تمثل خطوة واعية وموفقة، وأدعم شخصيا بكل ما أستطيع الدكتورة عبير والأستاذ داود، وأتمنى لهما النجاح في هذه المهمة التي نراها بداية مرحلة جديدة للإعلام في قطاع البترول.

شكرًا لوزارة البترول على استجابتها لما نادينا به وتحدثنا عنه مرارا ،وشكرا على ثقتها في الكفاءات الشابة ، وعلى إدراكها أن الإعلام ليس مجرد نافذة شكلية، بل قلب نابض يحرك الثقة ويصنع الصورة الذهنية للقطاع أمام الداخل والخارج. ثقتنا كبيرة أن القادم أفضل، وأن صوت البترول سيصبح أكثر وضوحًا وتأثيرًا بفضل هذا التكامل بين الصوت والرؤية، وبجهود هؤلاء الكوادر المتميزة.

وأخيراً ، أدعو جميع الزملاء من كل التخصصات داخل الوزارة وخارجها في قطاع البترول، إلى مساندة ودعم هذه التجربة، فنجاحها لن يكون لشخصين فقط، بل نجاح لمنظومة إعلامية تمثل واجهة مشرفة لقطاع يعد من أهم أعمدة الاقتصاد الوطني.


الكاتب والشاعر / أيمن حسين..مدير عام الإعلام – جهاز تنظيم أنشطة سوق الغاز




تم نسخ الرابط