الأحد 17 أغسطس 2025 الموافق 23 صفر 1447

تصريحات رئيس الهيئة ونموذج عش الملاحة

1223
المستقبل اليوم

نقلة نوعية هائلة في تصريحات رئاسة الهيئة هذه الأيام نحو التطورات والجهود المبذولة في تعميق الاستفادة من الطاقة المتجددة في إدارة وتوليد الطاقة في شركات البترول. لم نسمع تلك التصريحات من قبل، لأن تركيز القائمين على الهيئة عادة ما يتجه إلى جهود إنتاج الزيت الخام ومحاولات زيادته.

خرجت تصريحات صلاح عبد الكريم من هذا النطاق واتجهت إلى واحدة من أعقد المشاكل التي تواجه القطاع، ألا وهي تكلفة الإنتاج، والتي أشار إليها رئيس الوزراء عدة مرات. بالفعل، تمثل تكلفة الإنتاج لدينا عقبة كبيرة أمام الاستثمار وتخفيف ضغوط تكلفة الاسترداد المرتفعة عن كاهل الحكومة.

وكانت هناك دراسات قديمة، لا أعرف مدى دقتها، تشير إلى أن قطاع البترول يستهلك ٤٠٪ من إنتاجه لتوليد الطاقة اللازمة لعمليات الحفر والإنتاج والتكرير. وإذا كان لنا أن نأخذ شركة عش الملاحة كمثال على تبنيها ونجاحها في هذا المجال الحيوي لتوليد الطاقة بأقل سعر ممكن، فإن اختيار هذه الشركة له معايير محددة، أهمها أنها من الشركات ذات الإنتاج المحدود نسبياً وبها كم هائل من العمالة.

ولا يمكن تجاهل جهود المهندس محمود عبد الحميد خلال فترة رئاسته للشركة، والتي عمل فيها بجدية واضحة في هذا المجال، واستعان بمهندسين شباب من خارج الشركة لتدعيم إدارة مشروعات ناجحة بالفعل مثل المهندس محمد بدر وغيره لإنجاح هذا المشروع. وكان دور المهندس خالد عبد السلام، رئيسها الحالي، لا يقل أهمية عن دور محمود عبد الحميد، إذ استكمل المشروع بل وبدأ في تنفيذ مشاريع أخرى مرتبطة بتوليد الطاقة من مولدات الغاز واستغلال كل المتاح من الغاز بدلاً من حرقه.

هذا مثال إيجابي للشركات الصغيرة في العمل على محاولة خفض تكلفة إنتاجها قدر ما تستطيع، ونموذج النجاح في عش الملاحة يجب أن يُحتذى به في الشركات، وخاصة الصغيرة منها. وإذا كان النجاح يثير شهية المزيد منه، فإننا نتمنى أن نرى اهتمام رئيس الهيئة يتجه نحو توليد الطاقة الكهربية الشمسية في مقار الشركات الكبيرة، والتي تستهلك مقارها الإدارية الكهرباء الحكومية بتكلفة عالية.

إنه نمط جديد ومثير من التصريحات يخرج عن رئيس الهيئة في وقت نحن في أمسّ الحاجة لكل جهد لخفض التكلفة، ونتمنى أن نرى المزيد منه في كافة مناحي الاستهلاك في قطاع البترول، وخاصة استهلاك الآلات والمعدات والسيارات. فلن يستطيع القطاع المقاومة والصمود إلا بإجراءات الترشيد والأفكار المبتكرة لخفض التكلفة.
تقديرنا واحترامنا لكل جهد ونجاح واجب علينا.

متابعة: المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط