نتائج إيجاس.. هل هي كافية للمستقبل؟

إعلان أرقام نتائج أعمال إيجاس لهذا العام يشير إلى محاولات لتحسين الأداء المتراجع لإنتاج الغاز. وقد قام القسم الاقتصادي لموقع المستقبل البترولي بتحليل ودراسة الأرقام الصادرة عن الاجتماع السنوي للشركة.

تُعد قيمة الاستثمارات الجديدة التي تبلغ 479 مليون دولار ميزانية متواضعة للغاية في ظل حاجة مصر إلى زيادة النشاط الاستكشافي بشكل مكثف وبوتيرة أسرع، بينما بلغ الإنفاق التنموي على حفر آبار التنمية ووضعها على الإنتاج حوالي 1.7 مليار دولار.

وإذا نظرنا إلى الاستثمارات التي تجري في محيطنا الإقليمي، نجد أمثلة لاستثمارات ضخمة في حقل الجافورة لإنتاج الغاز غير المصاحب، والتي تبلغ هذا العام فقط حوالي 10 مليارات دولار، تقوم عليها شركة جلوبال إنفراستركشرز، إحدى شركات بلاك روك، من إجمالي 100 مليار دولار مخطط استثماره للاستفادة من البنية التحتية لهذا الحقل. وفي الوقت نفسه، أصدرت شركة أرامكو صكوكًا بإجمالي 3 مليارات دولار في محفظة البنية التشغيلية لحقولها، مدفوعة بأنباء عن تثبيت أسعار الفائدة الأوروبية بنسبة 80 نقطة أساس في بداية تداول هذه الصكوك.

الخلاصة أن محفظة إيجاس يجب أن يُعاد ترتيبها بالشكل المناسب بناءً على ما تمتلكه من شركات وأصول، وضرورة إصدار صكوك دولية ومحلية بائتمان هذه الشركات، وخاصة الشركة الحديثة للحفر وصيانكو ومعامل التكرير التي تشارك فيها إيجاس.

لا يمكن أن تظل إيجاس حبيسة انتظار مستثمر يأتي لينفق بضع ملايين لحفر بئر أو بئرين في التوقيت الذي يناسب شركته، ولكن عليها أن تذهب إلى التمويل الدولي والمشاركة فيما تملكه من تسهيلات، سواء بالبيع الجزئي أو إصدار صكوك وسندات بضمانها، كما تفعل معظم الشركات العالمية.

السير على نفس النهج الحالي لن يؤدي إلا إلى نتائج هزيلة، وسنظل في معركة غير متكافئة مع هبوط الإنتاج وتدني مستوى الاستثمارات بشكل عام. إعادة ترتيب المحفظة الاستثمارية، وتوسيع الشراكات العربية، والتخلص من الشركات الخاسرة، وإصدار الصكوك والسندات بضمان الأصول والتسهيلات، سيغير من خريطة العمل وشكل الإنتاج الحالي، وكذلك القدرة على الاستثمار الخارجي لتدعيم الموقف الداخلي.

أعيدوا النظر في هذه الأرقام، فستدركون أنها غير كافية للمستقبل، وأنه يجب أن يحدث تغيير جذري في طريقة إدارة واستثمارات إيجاس.

المستقبل البترولي