رئيس شركة مينا ترادكس محمد الجاويش يشارك في قمة الغاز المسال بعُمان ويلقي كلمة عن الذكاء الاصطناعي
في إطار قمة ومعرض الغاز المسال لمنطقة الشرق الأوسط 2025 التي استضافتها سلطنة عمان، قدّم الدكتور محمد الجاويش، رئيس مجلس إدارة شركة مينا ترادكس مصر، عرضاً شاملاً بعنوان “دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الغاز البترولي المسال الحديثة”، تناول فيه التحولات الكبرى التي يشهدها هذا القطاع الحيوي بفعل التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور الجاويش أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في تطوير صناعة الغاز البترولي المسال، موضحاً أنه لم يعد مجرد فكرة نظرية، بل أصبح أداة عملية تحقق مكاسب فورية في الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف، وتحسين الأداء البيئي.

وأشار إلى أن شركات الغاز تواجه ثلاث تحديات رئيسية هي: تقلبات الأسواق التي تؤثر على الربحية والتخطيط، والتعقيد التشغيلي الناتج عن تعدد مراحل الإنتاج والتوزيع، والضغوط البيئية التي تتطلب خفض الانبعاثات وتحقيق الاستدامة، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يمثل الحل الأمثل للتعامل مع هذه التحديات من خلال الإدارة الذكية للعمليات والتحليلات التنبؤية الدقيقة.
وفي عرضه، أوضح الجاويش أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تتيح مراقبة وتحسين عمليات الإنتاج في الوقت الفعلي، عبر ضبط معايير مثل الضغط ودرجة الحرارة ونسب المزج بين البروبان والبيوتان لتحقيق أفضل كفاءة تشغيلية. كما تسهم تقنيات التحليل التنبؤي والتحكم الذكي في خفض استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات وتحسين جودة المنتج.
وعلى مستوى العمليات اللوجستية وسلاسل الإمداد، أبرز الدكتور الجاويش دور الذكاء الاصطناعي في تحليل أنماط الطلب بدقة، والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، وتحسين مسارات النقل عبر دراسة حركة المرور والظروف الجوية في الوقت الحقيقي، ما يؤدي إلى خفض التكاليف وتقليل الهدر والانبعاثات.

أما في مجال إدارة الأسطوانات وخدمة العملاء، أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي غيّر مفهوم التواصل بين الشركات والمستهلكين، من خلال حلول مثل التتبع الذكي للأسطوانات باستخدام تقنيات RFID وQR، واستخدام روبوتات المحادثة لتلقي الطلبات والاستفسارات على مدار الساعة، بالإضافة إلى أنظمة تسعير ديناميكية تتفاعل مع تغيرات السوق واحتياجات العملاء.

كما شدد الجاويش على أن السلامة التشغيلية تتصدر أولويات القطاع، موضحاً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تساهم في رصد الأعطال قبل حدوثها عبر أنظمة الصيانة التنبؤية، وكشف تسربات الغاز في الوقت الفعلي باستخدام حساسات ذكية، وإنشاء خرائط مخاطر رقمية لتحسين الاستجابة السريعة للطوارئ.
وفي جانب الاستدامة وإدارة الكربون، لفت الجاويش إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تتبع الانبعاثات وتحليلها، وتحسين خلط الغاز البترولي المسال ببدائل متجددة مثل DME وBioLPG، مما يدعم أهداف التحول نحو طاقة أنظف وتقليل البصمة الكربونية.
وبيّن الدكتور الجاويش أن اعتماد الذكاء الاصطناعي يحقق نتائج ملموسة، من أبرزها:
•خفض الانبعاثات بنسبة 30%،
•توفير في استهلاك الطاقة يصل إلى 25%،
•وتحسين في الكفاءة التشغيلية والتكاليف بنسبة 35%.
وفي استعراضه للاتجاهات المستقبلية، تحدث الجاويش عن النماذج المتقدمة للتحكم التنبؤي (MPC) التي ترفع كفاءة الإنتاج واستقراره، إضافة إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي العام (AGI) الذي يقترب من التفكير البشري في إدارة العمليات المعقدة. كما أكد على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي مع منظومات الطاقة المتجددة وتقنيات خفض الكربون لتشكيل مستقبل أكثر استدامة لصناعة الغاز البترولي المسال.
واختتم الدكتور محمد الجاويش كلمته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي هو أداة تمكين لا بديل عن العنصر البشري، وأن النجاح الحقيقي يكمن في الشراكة بين الإنسان والتكنولوجيا لتحقيق عمليات أكثر أماناً وكفاءة واستدامة.
وقال إن تبني التقنيات الذكية بجرأة واستمرار التعاون بين الخبرة البشرية والابتكار الرقمي سيشكلان ميزة تنافسية حاسمة تحدد مستقبل الريادة في صناعة الطاقة بالمنطقة والعالم.