مجرد رأي: الذكرى السنوية الأولى لوعد المعاش التكميلي
وعود هذه الدنيا كثيرة، منها الحقيقي ومنها الزائف والمدمّر. ابتلانا الله مثلاً بوعد بلفور الشهير، الذي دمّر المنطقة وشعوبها وجعلها في حروبٍ لن تنتهي إلى قيام الساعة. هذه نوعية من وعود البشر المؤثرة التي يظل تأثيرها قائماً بلا نهاية.
وهناك وعد الله الحق للمؤمنين، وهناك وعد الشيطان الزائف البرّاق للناس، فأخلف تابعيه ومريديه وفرّ منهم. لذلك فإن إطلاق الوعود يجب أن يصدر على أرضية ثابتة، وتكون توابعه وتأثيراته معروفة ومدروسة.
ومنذ أن أطلق الوزير وعده بزيادة المعاش التكميلي لروّاد هذا القطاع، والأحداث تتأرجح بشكل ملفت، ولكن دون نتيجة على أرض الواقع. لم يتوقع هؤلاء الكبار أن تُعالج أمورهم بهذه الاستهانة، وكأن ما بقي من العمر أصبح سلعة رخيصة لا قيمة لها.
لا يمكن القبول بأن تكون كل التوجهات لإرضاء العاملين فقط – وبالطبع لن يرضوا أبداً – بينما يُتناسَى الجميع الذين أفنوا أعمارهم حتى يظل القطاع قائماً حتى اللحظة.
عندما تابعت مصر كلها باشمئزاز واقعة صفع الرجل المسن في السويس من قِبل رجلٍ مفتول العضلات تجرد من كل معاني الإنسانية، فإن التجاهل الذي يشعر به روّاد القطاع يُحاكي نفس الصفعة التي تلقاها مسنّ السويس، والفارق أن الروّاد تلقوا الصفعة من أبنائهم وإخوتهم.
وحتى تلك القرارات الغير منطقية التي صدرت من إدارة الصندوق لمجاملة طائفة بعينها – كما حدث في مشروع زيادة مكافأة نهاية الخدمة الأخير – سيحاسب من قام عليها أمام رب العالمين، لأن في ذلك ضياع حقوقٌ وقصاص. ولهذا فإننا ندين التفرقة في المعاملة، وأي قرار سيصدر على شاكلة ما صدر هو قرار معيب، ونُدينه بصفةٍ قاطعة.
كلمة لابد منها : على الجميع ألا يغترّ بالمناصب، فكلها إلى زوال، وبأسرع مما يعتقد الذين هم في ملهاة العمل. وسنوات العمر لحظة، ومن كان صاحب قرار اليوم سيجلس غداً في مقعد منتظري القرار، وهكذا…وإذا لم يُدرك الناس هذه الحقائق، فلا فائدة تُرجى من الحديث. والسلام،،