الإثنين 30 ديسمبر 2024 الموافق 29 جمادى الثانية 1446

د. محمد العليمي يكتب: تتغير الحياة بعد الأربعين

54
المستقبل اليوم

 

بعد ما تفوت سنين وسنين، بعد ما تكون اتعلمت وإشتغلت بعد ما تكون كبرت وصاحبت وحبيت وكرهت، بعد ما تكون ندمت وحزنت وبكيت بحرقه وضحكت بهستيريا، بعد ما تكون اتزنقت في الفلوس وبعزقتها، بعد ما اتنصفت واتغريت واتظلمت ولبست فى الحيط، بعد ما تبقي أب او تبقي أم وولادك كبرو قدامك، بعد ما تبدأ تحس قد إيه إنت تعبت أبوك وأمك في تربيتك وتكون حسيت بأحاسيسهم ومشاعرهم لأول مرة، بعد ما كان كلامهم مش فاهمه ولا عارف أهميته.

بعد ما سنين كتير عدت هتكتشف إن السعادة موجودة في الحاجات العادية زي الإبتسامة، الهدوء، النوم، نسيم الفجر، صوت الراديو، هوا البحر، شكل الموج، الخروجات العاديه مع الناس العاديين اللي تحس معاهم بأحاسيس عادية بس ممتعة، وكلامنا مع بعض بيبقى عادي بس من القلب، لا متزوق ولا فيه وعود نارية ولا تصريحات عنتريه.

مابقتش بنبهر بالناس، ولا مستني منهم حاجة، وانا كمان بطلت أحاول أكون سوبر واووو، ارتحت جدا لما اتصالحت مع فكرة إني شخص عادي، زميل عادي، وصاحب عادي، وحبيب عادي، بس بتحاول تكون أب مش عادي وتعوض ولادك والناس اللي بتحبهم حواليك بكل اللي اتحرمت منه.

حروب كتير بيني وبين نفسي انتهت لما اتفقت معاها اني مش لازم أكون الأول ولا الأشيك ولا الأهم ولا الأظرف ولا حتى الأنقى وان من الطبيعي ان في ناس ما تحبكش من غير سبب أو لأسباب تخصهم مع إنك ما أخدتش منهم حاجة، وإنك برضو طبيعي يبقى في ناس دمهم تقيل علي قلبك، لأننا كلنا بشر مش ملايكه.

نظرتى لأي مرض ومدى خطورته بقت قدر الله وما شاء فعل واللى عاوزه ربنا هيكون وربنا يحافظ لنا علي الناس اللي في حياتنا وبنحبهم.

إقتنعت ان أكبر نعم ربنا على الإنسان إنه يعيش حياة عادية هادية ومستقرة، وجمال الحياة بجد في بساطتها وأجمل ما فيها من نِعم هم الصحة والستر وأنك تلاقي اللي تحبه ويحبك من غير شروط ولا أغراض.




تم نسخ الرابط