مجرد رأي…طارق الملا ( ٨)

مجرد رأي…طارق الملا ( ٨)
لا نستطيع الجزم بأن تأثيرات فترة طارق الملا الوزارية حظيت بإتجاهات سلبيه او ايجابيه علي مطلقها . ولكن لا احد ينكر ان جهوداً بذلت في البنية التحتية لإنشاءات البترول وموانيه انفق فيه مليارات الجنيهات . بذل جهوداً في في تطوير صناعة التكرير الاستراتيجية في انحاء متفرقة من الجمهورية من الاسكندرية حتي اسيوط ، وقام علي تطوير ميناء الحمرا ليصبح مركزاً استراتيجياً لتجميع الزيت الخام من مناطق الصحراء الغربيه وكذلك استقبال سفن النفط العملاقه من دول اخرى . اتجه بقوة الي صناعات القيمة المضافة في القطاع الاستثماري صاحب الحظوة عنده ، حاول مع فكرة تطوير القطاع وان كانت لم تكن واضحه المعالم واختصرها في مشروع رقمنه القطاع في العديد من انشطته وان كان مازال ينقصها الكثير .
ولا ننكر بالطبع الجهود الجباره لوضع حقل ظهر علي الانتاج في توقيت قياسي نسبياً . وعلي النقيض لم يكن موفقاً في اختيار كثير من القيادات والتي كانت من اهم العوامل السلبيه التي اثرت علي اداء القطاع وادت في النهاية الي تركه وحيداً يجابه انهيار مستويات الانتاج في معظم الشركات وهو من دفع ثمنها ، كما كانت علاقته مع السواد الاعظم مع العاملين بالقطاع سطحية ولم يشاركهم إجتماعياً في اي مناسبه وانطفأت شعله عيد البترول، وغل يده عن ميزه اضافيه لهم حتي ولو كانت بسيطه وهو ما اوجد فجوة كبيره بينه وبين العاملين لسبب او لأخر . و ربما كانت قناعته بأنهم احسن من غيرهم كما يقال بين عامة الناس من احد اهم الاسباب .
كانت موازين المستوي الاقتصادي متأرجحه بين الفائض والعجز . ربما كانت سنوات الفائض محدوده بعد اشباع السوق المحلي بمنتجات الغاز الوفير ومشاريعه المتعدده ولكنها كانت علي كل حال ثمره نالتها موازنه الدولة في عده من سنوات . بينما اعلن بعض المراقبين الاقتصاديين تحفظهم علي هذا الرأي معللين بأن ما تحقق من فوائض كانت طفرة خادعه نتيجة ادارة مستويات الانتاج بشكل جائر وغير علمي نعاني منه الأن بعجز متنامي سحق امامه اي تأثير ايجابي سابق . و لكن الملاحظ ان في كلا الحالتين الفائض والعجز لم ينعكس علي العاملين بالقطاع سلباً او ايجاباً وكانت حياتهم تسير بوتيره واحده بل واختفت ميزات كثيرة من حياتهم الوظيفيه كما قلنا في معرض حديثنا عن علاقته بالعاملين .
وعلي المستوي الاجتماعي فبلا شك كان لدخول الغاز في مناطق متعدده وفي الاف القري اثراً كبيراً لا ينكر علي مستويات متنوعه من المجتمع المصري وكان قطاع البترول يمثل لهم مشروعات الحداثه والتطوير والابتعاد عن شبح الظلام والحاجه لوقود الطهي النظيف . واتجه بعدها الي ما يسمي بمشروعات الخدمه المجتمعيه و هي لم تكن نابعه من قناعاته او فلسفته الشخصيه في العمل فهو لم يتدخل في انظمه اجتماعيه كثيره تخص العاملين والمتقاعدين علي الاقل وإنما جاءت بعد ملاحظات قاسيه من رئيس الدوله بعد زيارته لمعمل تكرير استثماري في موقع تحيط به منطقه شعبيه فكانت جرس انذار عال وبدأت رحله جديده مع هذا النوع الجديد من مراحل العمل . و اتذكر عندما اطلقنا مقال ( وزير السعاده) اصابنا ما اصابنا من تقريع العاملين ولكنها للأسف وكعادتنا لم تكن قراءتهم متأنيه لتدرك المعني الحقيقي للوصف و لانها أبداً لم تكن علي مطلقها من المدح ولكنها كان لها قصه ومعني اخر مختلف تماماً . وعليكم ان تنتظرونا في الحلقه القادمه .. وتسير الاحداث وللحكاية بقية ،،،والسلام ،
#سقراط