الأربعاء 13 أغسطس 2025 الموافق 19 صفر 1447

كلمتين ونص.. إن لم تكونوا كهنة المعبد ...فقد كنتم حراسه!

42
المستقبل اليوم

بعث أحد القيادات البارزة السابقة في قطاع البترول وهو المهندس كمال مصطفى برسالة عبر أحد جروبات الواتس آب قال فيها: “كان لقطاع البترول لوائح واضحة لشركات الاستثمار حتى عام 2000، إلى أن جاء المسؤول المعجزة الذي أصبح يحدد الرواتب بنفسه. لماذا لا تتحدثون عن زملاء الدراسة، وزملاء النادي، وزملاء المجاملات؟ والأهم: لماذا لا تتحدثون عن الفساد في استثمار المال العام في شركات خاسرة، وأخرى على شاطئ البحر الأبيض، وتحت الخاسرة؟”

ورغم محبتي لهذا الشخص، وتقديري لإنجازاته التي لا تُنسى في قطاع البترول، إلا أنني لا أعلم من يقصد تحديدًا، واغلب الظن انه يقصد المهندس سامح فهمي ، ولا من هو هذا “المسؤول المعجزة” الذي عدّل اللوائح، وأنشأ شركات خاسرة على الشاطئ وتحت الخاسرة!

أغلب الظن أن تعليقه جاء بعد نشر مدد الخبرة لبعض موظفي شركة إنبي، ممن تجمعهم به علاقات وثيقة. كما أنني أرجّح أن “المسؤول المعجزة” لم يُعدّل لوائح إنبي، فهي شركة عريقة تأسست في مطلع السبعينيات، ولم يصدر ذلك المعجزة قرارًا بضم كل هذه المدد خصيصًا لمن يعنيك أمرهم، خصوصًا وأنك توليت رئاسة إنبي بعد عام 2000 بسنوات. وكان الأجدر، حين وجدت اللوائح قد تغيرت، أن تُعيدها لما كانت عليه، بما يتسق مع المصلحة العامة، ويُرضي ضميرك، أو على الأقل أن لا تفرط في استخدامها بشكل يُجامل المحسوبين عليك، ويمنحهم ترقيات تجاوزوا بها أصحاب الخبرة الحقيقيين بسنوات.

لقد أجبرتني مهنتي، يا سيدي، أن أكتب في أوقات الإرادة، وفي أوقات العجز عنها. فأكتب بإرادتي عندما أكون مدافعًا عن قضية أراها جلية واضحة، وأكتب رغماً عني، كما أفعل الآن، لأقول: لقد أرضعتمونا الشجاعة، والعفة، والنزاهة، والرجولة. وسمعنا منكم، وعنكم، ما يجعلكم في مصاف الأبطال. لكن، لما انفضّ المولد، ووجدتم أنفسكم على الشاطئ، بدأتم تتقمصون دور الشجيع الهمام، الذي كان يُحكّم ضميره في كل شيء!

اليوم فقط أدركت أن ضمائركم كانت في إجازة. كانت مطوية في أدراج مكاتبكم، ولم تخرج يوماً إلا بعد أن خرجتم أنتم من مكاتبكم. ها هي اليوم تستفيق، لكن بعد فوات الأوان، لتُلقي باللائمة على غيركم، وكأن “ذلك الغير” هو من كان يُملي عليكم كل شيء!

تلاميذكم كانوا أكثر شجاعة منكم. فعندما ضاقت الأرض بـ “شعيب” و”الحديدي”، لم يترددوا في ترك المناصب، وقدموا استقالاتهم علنًا. وقد سجل لهم التاريخ ذلك، وكتب أسماءهم بأحرف من نور. فماذا عنكم؟ لماذا صبرتم على تنفيذ تعليمات وأوامر تعلمون أنها خاطئة، إن كانت فعلًا من صنع “المعجزة” الذي تزعمونه؟

لقد خدعتمونا طويلاً، ولا تزالون تحاولون خداعنا، بإلقاء تبعات أخطائكم على غيركم، وكأنكم لم تكونوا يومًا جزءًا من ذلك الماضي، بل صُنّاعًا لقراراته.

لكننا لن ننخدع مرة أخرى، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون. فأنتم، وإن لم تكونوا كهنة المعبد، فقد كنتم حراسه المخلصين!
 




تم نسخ الرابط