السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق 20 جمادى الثانية 1446

عثمان علام يكتب: الموك 2024..يُحيي العظام وهي رميم

1761
المستقبل اليوم

لم يكن يتخيل أحد أن تحقق هذه النسخة من مؤتمر الموك 2024 نجاحاً كذلك الذي حدث منذ أيام ، كانت العيون تترقب فشلاً ذريعاً وخفوتاً ، بل وانتظاراً لوقوع كارثة حتى يُغلق المؤتمر بلا رجعة ، وتنتهي قصة بدأت منذ أكثر من عشرين عاما .

كانت كل الإرهاصات تقول ذلك وتؤكده ، فالظروف التي احاطت بإنعقاد هذه الدورة لم تكن مشجعة على الظهور بطريقة لائقة ، التغيير الوزاري، والاضطرابات وحتى عدم الاستقرار بالمنطقة ، كل ذلك وغيره لم يكونا ليبشرا بالخير ، مؤتمر دعا إليه وزير ، وهو من كان سبباً في وقفه وتجميده طيلة خمس سنوات ، ثم يعيده ويرحل ، ويأتي بعده وزير أخر ليكون بطل الحكاية ، لا شك ان كل هذا جعلنا نتخيل مصيراً غامض ينتظر الموك ، غير أننا اجزمنا ان المؤتمر لو لم ينعقد لكتبت له النهاية بلا رجعة .


بعد رحيل وزير البترول المهندس طارق الملا من الوزارة ، سكت الكلام عن الموك ، قولنا أن الظروف لن تسمح ، والوزير الجديد لن يجازف ويدخل نفسه في معمل تجارب قد تصيب وقد تخطئ ، وتناسينا جميعاً أن العمل المؤسسي لا يعبئ بمن يأتي ومن يذهب ، وطالما أن هناك قرار بالعودة والانعقاد فلابد من التنفيذ .

—————————————

حكاية تاون جاس..حكاوي علام
———————————-

المهندس أشرف بهاء رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ، كان هو أيضاً فى مرمى النيران ، وإن لم تكن الاقلام قد انتقدته ، فإن الالسنة وجهت صوبه الف كلمة وكلمة ، كلمات كلها تؤكد على ان هناك فشل ما سيحدث ، مبررة ذلك بعدم دراية الرجل بالإشراف على عقد المؤتمرات ، غير انها باتت فى النهاية كلمات لم تغني ولم تثمر من جوع ، وظل الرجل يجهز للمؤتمر حتى خرج فى صورة مشرفة ، بل وكانت الروح مرتفعة والحضور كثيف .


هاجس الغاء المعرض كان بمثابة ضربةً بسيف ، فقبل انعقاد المؤتمر تداول الجميع شائعات عن الغاءه ، وهو ما كاد يدعم وجهة نظر من قال بأن "من مات لن يعود للحياة مرةً أخرى "، لكن حدثت المعجزة عندما تم الإعلان في (المستقبل البترولي) عن ان الذي اُلغي حقيقة هو المعرض لأسباب اقتصادية وربما لاسباب أخرى .


والحمد لله ان المؤتمر عقد في موعده بعد توقف خمس سنوات ، وهذا يمثل نقطة قوية في حق قطاع البترول ، في ظل الظروف الاقتصادية الدولية الحالية .


أما سبب الغاء المعرض ، فإن المؤتمر كان يستهدف ان تكون الشركات العارضة ‎%‎70 منها أجنبية ، لكن توقيت الاعلان جاء متأخراً ، فبعض الشركات لم تكن لديها الفرصة الكافية لاعداد نفسها للمشاركة ، وهذه كانت رؤية وزير البترول المهندس كريم بدوي، فهو لا يريد ان تكون الشركات العارضة كلها شركات محلية ، هو يريد ان نتحدث مع الخارج لأننا في اشد الحاجة لذلك ، وربما اتضح ذلك من خلال كلمة الوزير فى الافتتاح،


وجاءت تساؤلات الناس محل تقدير ، عندما قالوا لماذا لا يقتصر الامر على مؤتمر واحد ، ليكون الرد : ان قطاع البترول لديه مؤتمرين بتروليين ، مؤتمر إيجيبس ، وهناك اصرار ان يظل كما هو ملتقى تكنولوجي استراتيجي ، والموك وهو ملتقى تكنولوجي ، يتم من خلاله تبادل احدث الخبرات والتكنولوجيا بين الشركات لتحقيق الاستفادة القصوى ، وهذا حتى لا يحدث خلط بين الاثنين، وحتى لا يقول البعض ما فائدة عقد مؤتمرين متشابهين .


ورغم كل ما سبق ، فإن مؤتمر الموك هذه الدورة استقبل اكثر من 500 ورقة بحثية ، ووقع الاختيار على 200 ورقة بحثية متنوعة ، شملت كافة جوانب صناعة البترول سواء كانت بحث او استكشاف او انتاج او تكنولوجيا او حتى مشروعات جديدة ، والابحاث من مصر ومن دول اجنبية كثيرة ، وتمت مناقشة هذه الابحاث خلال الأيام الثلاثة للمؤتمر .

كما كانت هذه الدورة هي الأولى التي يترأسها المهندس كريم بدوي ، ويعتبر عقد المؤتمر في مثل هذه الظروف تحدياً بالنسبة له ، لكن الرجل لديه خبرات في كيفية التعامل مع الخبرات الأجنبية ، وكانت لديه رغبة اكيدة في إنجاح المؤتمر واعادته لسابق عهده ، ومعه المهندس اشرف بهاء رئيس اللجنة المنظمة ، وبقية القيادات.


ما يهم فى الأمر هو الارادة الحقيقية لقطاع البترول لإنجاح مؤتمر كان قد مات بالفعل ، وهنا لابد من الإشارة والإشادة باللجنة المنظمة برئاسة المهندس أشرف بهاء ، والتي كسبت الرهان واخرست الالسنة ، لاسباب كثيرة .
—————————————
                 شكر وعرفان

ويبدو التحدي واضحاً عندما اعتمد المؤتمر في كل جوانبه على عناصر القطاع ، فاستعان بمعدات وآلات الشركات ، ولم يستقدم مهمة واحده من الخارج ، حتى سيارات الإطفاء والإسعاف كلها من داخل القطاع ، وكذلك عناصر الإعداد للمؤتمر ، كلهم من أبناء القطاع ، هم الذين نظموا واستضافوا وحجزوا ووقفوا على اقدامهم حتى يخرج المؤتمر بشكل مشرف لانه نافذة على مصر فى الداخل والخارج .

ولابد من توجيه الشكر للسادة : أحمد راندي ، الذي تواجد بقوة لتذليل كافة العقبات للحضور وضيوف المؤتمر ، والاستاذ حسام التوني رئيس اللجنة اللوجستية ، والذي تواجد داخل القاعات وفى كافة اركان المؤتمر ، متابعاً ومستقبلاً للجميع ، وتحية خاصة للاستاذ محمد ثابت رئيس لجنة التعاقدات والاستاذ حسن محمود والاستاذ احمد شبانه مدير العلاقات بالهيئة ، وللسادة الذين شملوا الضيوف بالحفاوة وطيب الرحلة وحُسن الاستقبال ، وهذا ليس بجديد على شباب القطاع امثال :علاء وهيدي و ايهاب ابوالفتوح، ولرفيق الرحلة تامر الطوخي ،ولمجموعة الإعلام ، فقد كان الجميع مقاتل على جبهة الموك .




تم نسخ الرابط