السبت 16 نوفمبر 2024 الموافق 14 جمادى الأولى 1446

مجرد رأي…سوبر ماركت البترول

2392
المستقبل اليوم

اذا اردت ان تكون تاجراً شاطر تحقق ارباحاً فعليك بتقديم المميز والمختلف لان مثلك الاف وملايين يقدمون نفس بضاعتك وربما اجود . إذاً ما يفرق هذا عن ذاك كثير من العوامل اهمها قدرتك علي تسويق المختلف واختيار التوقيت والمكان المناسب . 

 

اقول هذا وان اري جهوداً لتسويق الاستثمار البترولي في بلادنا من خلال النافذة الاليكترونية التي انشأها قطاع البترول . وهنا يبرز السؤال المهم  للقائمين علي التسويق : هل انت مقتنع بما تقدمه من بضاعة ؟  

قبل الاجابة عن هذا السؤال علينا ان نعي حقائق لا لبس فيها . اولها ان اسعار البترول العالمية في حالة انهيار مستمر و ستزيد بشكل كبير مع تغيرات الادارة الامريكية لأن سعر الطاقة المنخفض يصب في صالح الاقتصاد الامريكي الذي يمثل نصف الاقتصاد العالمي تقريباً ، الأوضاع الجيوسياسية المعقدة في منطقتنا وما يحوطها من مصاعب ومتغيرات ، حجم الاحتياطي المتوقع في اي اكتشاف محتمل في اراضينا بغض النظر عن مناطق المتوسط التي لا يدخلها الا عتاة الاستثمار الكبار وهذا شأن اخر . إذاً كيف لك ان تسوق مناطق في تلك الظروف العصيبة وان تقنع المستثمر بانفاق الملايين لينتج عده مئات من البراميل يومياً . 

التسويق الاستثماري له مفهومه الخاص الذي يبتعد عن اسلوب التخلص من المسئولية بأي طريقة وعليك ان تكون مقتنعاً أولاً بجوده بضاعتك وقدرتها علي المنافسة . لذلك فعلي هذه المجموعة التي تحاول بذل جهد كبير في التسويق  ان تناقش اساليب جديدة غير تلك السائدة بداية من القواعد التشريعية المعقدة وحتي فنيات تحديد المناطق . علينا ان نبدأ من الاساس ولا نبني ادواراً علي اساس قديم عف عليه الزمن . لن تجد في الخارج من يأتي الي بضاعتك في تلك الظروف العالمية والإقليمية ولن يجدي نفعاً علي المدي القصير سوى المستثمرين المحليين والأجانب . امنحهم ما يريدون من مناطق ولك نصف ما ينتجون .. هكذا بكل بساطة وبدون تعقيد . حدد لهم فترة ثلاث سنوات للانتاج ثم نعيد الاتفاق بناء علي ما يتم تحقيقه من نتائج . علينا ان نجد طريقة تمنحهم القدرة علي تصدير حصتهم اذا احتاجوا لذلك بحيث ان تكون هناك شحنة او شحنات في صالح مجموعة منهم ، افصل مصالحهم ومكاسبهم عن اقتصادك المنهك بأي طريقة هذه هي (كلمه السر) . عليك ان تكون تاجراً شاطراً يحاول ان يبيع بضاعته الراكدة بأسلوب ذكي وسريع ولو بنسبة ربح منخفضة ليستطيع تدوير نشاطه وان يظل في حالة حركة . 

 

اما نهج ترسانه القوانين والشركات والموظفين الموجودة حالياً فأن بضاعتك سيصيبها البوار و تظل علي الارفف تنعى حالها . نحن جميعاً في مركب واحد و ما اكتبه ليس نقداً لأحد بقدر ماهو نصيحة . الاوضاع العالمية خلال السنوات القادمة ستكون صعبة جداً ولن يستطيع الحياة الا من يغير جلده و اسلوبه  … وآن للبترول في بلدنا ان يتغير حتي يظل كما هو كياناً مستقلاً وانتم تعلمون ما اقصده ،،والسلام ،

#سقراط




تم نسخ الرابط