مجرد رأي…سوبر ماركت البترول
اذا اردت ان تكون تاجراً شاطر تحقق ارباحاً فعليك بتقديم المميز والمختلف لان مثلك الاف وملايين يقدمون نفس بضاعتك وربما اجود . إذاً ما يفرق هذا عن ذاك كثير من العوامل اهمها قدرتك علي تسويق المختلف واختيار التوقيت والمكان المناسب .
اقول هذا وان اري جهوداً لتسويق الاستثمار البترولي في بلادنا من خلال النافذة الاليكترونية التي انشأها قطاع البترول . وهنا يبرز السؤال المهم للقائمين علي التسويق : هل انت مقتنع بما تقدمه من بضاعة ؟
قبل الاجابة عن هذا السؤال علينا ان نعي حقائق لا لبس فيها . اولها ان اسعار البترول العالمية في حالة انهيار مستمر و ستزيد بشكل كبير مع تغيرات الادارة الامريكية لأن سعر الطاقة المنخفض يصب في صالح الاقتصاد الامريكي الذي يمثل نصف الاقتصاد العالمي تقريباً ، الأوضاع الجيوسياسية المعقدة في منطقتنا وما يحوطها من مصاعب ومتغيرات ، حجم الاحتياطي المتوقع في اي اكتشاف محتمل في اراضينا بغض النظر عن مناطق المتوسط التي لا يدخلها الا عتاة الاستثمار الكبار وهذا شأن اخر . إذاً كيف لك ان تسوق مناطق في تلك الظروف العصيبة وان تقنع المستثمر بانفاق الملايين لينتج عده مئات من البراميل يومياً .
التسويق الاستثماري له مفهومه الخاص الذي يبتعد عن اسلوب التخلص من المسئولية بأي طريقة وعليك ان تكون مقتنعاً أولاً بجوده بضاعتك وقدرتها علي المنافسة . لذلك فعلي هذه المجموعة التي تحاول بذل جهد كبير في التسويق ان تناقش اساليب جديدة غير تلك السائدة بداية من القواعد التشريعية المعقدة وحتي فنيات تحديد المناطق . علينا ان نبدأ من الاساس ولا نبني ادواراً علي اساس قديم عف عليه الزمن . لن تجد في الخارج من يأتي الي بضاعتك في تلك الظروف العالمية والإقليمية ولن يجدي نفعاً علي المدي القصير سوى المستثمرين المحليين والأجانب . امنحهم ما يريدون من مناطق ولك نصف ما ينتجون .. هكذا بكل بساطة وبدون تعقيد . حدد لهم فترة ثلاث سنوات للانتاج ثم نعيد الاتفاق بناء علي ما يتم تحقيقه من نتائج . علينا ان نجد طريقة تمنحهم القدرة علي تصدير حصتهم اذا احتاجوا لذلك بحيث ان تكون هناك شحنة او شحنات في صالح مجموعة منهم ، افصل مصالحهم ومكاسبهم عن اقتصادك المنهك بأي طريقة هذه هي (كلمه السر) . عليك ان تكون تاجراً شاطراً يحاول ان يبيع بضاعته الراكدة بأسلوب ذكي وسريع ولو بنسبة ربح منخفضة ليستطيع تدوير نشاطه وان يظل في حالة حركة .
اما نهج ترسانه القوانين والشركات والموظفين الموجودة حالياً فأن بضاعتك سيصيبها البوار و تظل علي الارفف تنعى حالها . نحن جميعاً في مركب واحد و ما اكتبه ليس نقداً لأحد بقدر ماهو نصيحة . الاوضاع العالمية خلال السنوات القادمة ستكون صعبة جداً ولن يستطيع الحياة الا من يغير جلده و اسلوبه … وآن للبترول في بلدنا ان يتغير حتي يظل كما هو كياناً مستقلاً وانتم تعلمون ما اقصده ،،والسلام ،
#سقراط