مروه عطيه تكتب عن رواد البترول : عبد الخالق عياد
في بدايات شهر مايو الماضي فقدت مصر أحد رواد العمل الهندسي والثروات المعدنية ومصادر الطاقة، وهو المهندس " عبد الخالق عياد"، الذي وافته المنية في سويسرا إثر اصابته بجلطة استدعت نقله إلي أحد مستشفيات مدينة ( زيورخ) السويسرية لمحاولة اسعافه، بيد أن القدر تدخل ليضع حد لمسيرة عظيمة وطويلة لرجل ترك سطورا مضيئة في مجال العمل الذي أحبه وبرع فيه .
" عبد الخالق عياد" ولد في قرية ( النحارية) بمركز كفر الزيات محافظة الغربية، وهي نفس القرية التي أعطت لمصر أول رؤسائها " محمد نجيب"، عقب قيام ثورة 1952 وإلغاء الملكية، وقد درس هندسة البترول، ثم بدأ حياته العملية في مجال حفر الآبار الجانبية، وأصبح رئيسا لشركة الحفر المصرية (EDC - Egyptian Drilling Co)، والتي تأسست عام 1976م، بين عامي 1977 و1985م .
وعين في عام 1985 عضوا في اللجان النوعية في هيئة البترول .
كما تولي " عبد الخالق عياد" منصب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للبترول المصرية خلال الفترة ما بين 1995م و2000م.
ورئيس مجلس إدارة شركة قناة السويس للحاويات حتى عام 2019م.
بعدها دخل الرجل مجال العمل السياسي والحزبي فترشح لعضوية مجلس الشيوخ المصري عن محافظة الغربية، ضمن قوائم حزب الإصلاح والتنمية، وكان أيضا عضوا في الهيئة العليا لنفس الحزب، وعقب فوزه في الانتخابات ودخوله عضوا في مجلس الشيوخ، تولي رئاسة لجنة الطاقة والبيئة في المجلس بداية من عام 2020م
عاني المهندس " عبد الخالق عياد" من تدهور صحته، وفي نهاية عام 2023م أصيب بجلطة نقل بسببها للعلاج في سويسرا، لكن صحته استمرت في التراجع وأصابته جلطة أخري توفي على إثرها في الثاني من مايو من عام 2024م الحالي .
وبعيدا عن مجال عمله الأساسي كان للمهندس " عبد الخالق عياد" اهتمامات بمجال العمل الخيري، خاصة المتركزة في نطاق مسقط رأسه بمركز كفر الزيات، وساهم في مشروعات تطوير المدارس، وتطوير كورنيش النيل، ونتيجة لاهتماماته الخيرية تم تكريمه من قبل محافظ الغربية، ومنحه درع المحافظة، تقديرا لأعماله وخدماته المجتمعية.
كما شغل " عبد الخالق عياد" مناصب أخري خارج مصر، بسبب خبرته الكبيرة في مجال البترول والطاقة، فتولي العمل كمستشار لشئون البترول لدي دولة الإمارات العربية المتحدة لعدة سنوات، وساهم في تأسيس شركة البترول الوطنية بأبو ظبي خلال الأعوام 1977و1985م .
وكتكريم أخير له أفتتح مجلس الشيوخ المصري أولي جلساته بعد وفاة الفقيد بالوقوف دقيقة حدادا وقراءة الفاتحة على روحه .