مجرد رأي…معاشات البترول والتكويش
لا احب حديث التعاسة ولا حتي علي التعساء الذين لا يملكون سوي الصراخ والنحيب لأن العالم حالياً لا يعترف الا بالأقوياء الذين يملكون ادوات التحدي الاقتصادية والقانونية للحفاظ علي الحقوق . ولكن ما اراه منذ فتره ان مواقع التواصل اصبحت مليئه بمطالبات اصحاب المعاشات في قطاع البترول لتعديل اوضاعهم وتوضح مدي معاناتهم مع الحياة بعد ان تواري الراتب الشهري وامتيازات الوظيفة. لا اجد طاقة في الكتاب عن هذه المواضيع التي تخرج عن التوجه الذي اسير عليه واترك مثل هذه المواضيع للنقابيين والذين يهتمون بالشأن الاجتماعي . ولكني مادفعني ان اكتب في هذا الموضوع انه يخص جيل متكامل تم التنكيل به وترهيبه وإقصاءه وكل ذنبه انه كان من جيل الوزير السابق الذي لم يكن يرغب في ظهور اي قيادة بجانبه . هذا الجيل لم ينال من الوقت ليحظى من مزايا الوظيفة العالية الا عدد محدود جداً من السنوات لا تكفي لتأمينه هو واولاده بعد الخروج من الخدمة . و استخدم في ذلك سياسة ما يسمي بتمكين الشباب والذي اصبح كثيراً منهم وهو لم يتجاوز الخامسه والاربعين من العمر بين عشية وضحاها يستخدم ٤ او ٥ سيارات وينهل من خيرات ومميزات الوظيفة لمدة قد تصل لأكثر من خمسة عشر عاماً .
هناك من القيادات القدامي من ادرك ذلك الفخ مبكراً و اعد الخطه المحكمة ليكون له عمل بعد انتهاء خدمته و هي وظيفة تم دفع ثمنها مسبقاً من الوظيفة الحكوميه. وهناك من القيادات من اخذ ثمن سكوته و طاعته المطلقة ليتقلد منصب كبير في شركات خاصة كبري يتقاضي منها الملايين حتي لو كان الثمن هو انهيار انتاج البلاد من الزيت والغاز . ويبقي السواد الاعظم ممن تركوا الخدمة في بحر متلاطم من الظروف الصعبة التي لا ترحم بعد ان تضاءلت قيمة اي مكافأة او معاش بعد الخدمة .
لازلت عند توجهي الخاص بهؤلاء التعساء بأنهم يدفعون ثمن سكوتهم علي الظلم الذي تعرضوا له ولم يتخذ منهم احد اي اجراء يدفع به الظلم عن نفسه وانتظر الجميع من يحارب له معركته . توجهت برسالتي سابقاً الي الاستاذ اشرف عبدالله قبل مغادرته وطالبته بأن يكون هناك بند في موازنات الشركات للمتقاعدين منها علي الاقل لمدة خمس سنوات بعد تاريخ التقاعد فهذا السبيل الوحيد لمساندة هؤلاء . بغير ذلك اطلب منهم ان يتعففوا عن الطلب حفظاً لكرامتهم وتاريخهم من الامتهان . وليعلم كل من يتجاهل مشاكلهم اليوم انه سيكون معهم بعد عدة سنوات واحكام الزمن تسري علي الجميع . والسلام ،
#سقراط