مجرد رأي…يا ترى إيه هي وظيفة (المعاون)
يظل الزمن بأفراحه واحزانه هو المعلم الاول للانسان ومن لم يتعلم منه ويأخذ منه العظه والحيطة فلا رجاء منه ولا تألوا له بالاً . وحكمة الزمن تأتي من امثال القدامى واصحاب الخبرة والعمر الطويل .فهي عناوين لرسائل الحياة . فعندما نقول انه مهما طال العمر فلا بد له من نهاية فعليك ان تدرك وتعي ذلك جيداً ، وعندما نقول ان المنصب او الكرسي مهما امتدت فترته فكل يوم تمضيه فيه هو فترة اعداده ليجلس عليه اخرين فعليك بالحيطة واليقين في ذلك .
نسمع كل هذا وندركه ولا نعد العدة لها فكلنا يتملكنا شعور واهم بالخلود لا ادري كيف استحضرناه وعشنا فيه . ومن اهم الاقوال والامثال التي علمنا اياها ( الخواجات) القدامي في قطاع البترول فيما يخص موضوعنا اليوم هو اذا اردت ان توأد (موهبه) فأدخلها في وظيفة، اما اذا اردت ان تتخلص من (موظف ) فأجعله (مديراً ) قبل الاوان . احكام حياتية قاطعة لا لبس فيها او تأويل . هؤلاء هم بالفعل من خبرو الحياة وقوانينها التي لا تجامل ولا ترحم القافزين او اصحاب الواسطة اذا جاز التعبير . و وظيفة (المعاون) بشكلها الجديد الذي نراه الأن تقع في مفترق طرق هذه الاحكام فأما طريق السلامة لصاحبها او الى الطريق الاخر الذي يذهب به الى غياهب النسيان .
المعاون ليس موظفاً بشكله المعتاد لأن كل قيادة تمتلك جيشاً من الموظفين ولا حاجه له للمزيد منهم ، اما اذا رأي في نفسه قيادة او مديراً جاء ليجلس على كومة من الاوراق تنتظر توقيعه و يشعر بزهو السلطة فهو ذاهب سريعاً لا محاله .
اذاً ما هو الدور الحقيقي الصحيح لهذا المسمي ؟ يكمن الدور الصحيح له في دراسة ملفات معينة للقيادة التي يعاونها . بمعني ان يتولى في هدوء وعزله أيضاً ملف محدد يتطلب الدراسة العلمية والاقتصادية والقانونية الصحيحة في نطاق اعمال الادارة او القيادة التي تم تكليفه بمعاونتها . هذا هو الدور العلمي الصحيح لهؤلاء الشباب في ان يكونوا ماكينه لا تري في حركه العمل ،فالقائد مهما كانت مهارته يجب ان يمتلك ماكينة قويه فاعله سلسه تتفاعل مع اختياراته وقدرته علي التسارع و التحكم والتوجيه . ولا يجب ان يتحمل ( المعاون) مسئولية تحديد دوره وانما يكون ذلك مسئولية قيادته لتوجيهه الى الطريق السليم المطلوب ان يسير فيه . لذلك لا تطالبوا (المعاونين) الجدد ان يكون لهم دور منظور علي الساحه وانما راقبو جيداً مستوي اداء قياداتهم فأذا رأيتم تحسناً وحيويه وقرارات سليمه فأعلموا ان منظومة معاونيه تسير في الاتجاه الصحيح .
كافة اتصالات المعاون مع الشركات والجهات التنفيذيه يجب ان تظل في الخفاء وان يكون هدفها الاول المشوره واستبيان الحقائق المجردة ومعرفة كيفية التعامل مع المشاكل لديهم ليستكمل بها دراسته ويبلور رأيه في موضوع معين .
كان (محمود ناجي) انجح من قام علي منصب ( المعاون) وكان دائماً مثالاً للمعاون الناجح في الظل و كان ملف عمله من انجح ملفات عمل الوزاره علي مدار سنوات طويله رغم الازمات العاتيه التي كانت تحيط بتوفير المواد البتروليه حتي وصل الي منصب القياده عن استحقاق .كنت اتمني ان يكون لرئيس الهيئه و إيجاس (معاوناً) لشئون السياسه والاقتصاد العالميه والخارجيه فقد باتت من ادق العوامل التي تؤثر علي وتيره العمل واتخاذ القرار وخاصه فيما يخص عمليه الاستيراد وتكلفته ولكن يبدو انه لا يوجد من هو مؤهل لهذا الموضوع الصعب . ارجو ان تكون الصوره اصبحت واضحة للجميع و دعونا لا نتعجل النتائج فالثمار تحتاج متسعاً من الوقت لتنضج . والسلام ،،
#سقراط