إيمان العجوز: المرأة المصرية الاقوى وقانون العمل الجديد يحقق التوازن

اجرت مجلة الثقافة العمالية حواراً مع المهندسة إيمان العجوز عضو مجلس النواب ونائب رئيس نقابة شركة بتروجت .
وايمان العجوز لها مسيرتها التي تمثل قيمة النجاح بكل صوره ،نجاحٌ قائم على الجرأة و التحدي النابع من كفاءة شخصية و علميةو مهنية ..فهي مهندسة إستشارية معمارية ، حيث تخرجت من كلية الهندسة عام 2001
° فازت بإكتساح في إنتخابات (نقابة المهندسين) حيث كانت أول سيدة تحصد أعلي الأصوات ، ثم فازت بإكتساح أيضا حين خاضت الإنتخابات العمالية، فصارت أول امرأة تُنتخب كأمين عام للجنة النقابية في شركة بتروجيت.
تدرجت ايمان العجوز في التنظيمات النقابية العمالية حيث حصلت علي منصب سكرتارية لجنة المرأة و الطفل في الاتحاد العام لنقابات عمال مصر…هي النائبة/ إيمان محمد طلعت العجوز في حوارها مع بسنت منجي
– عضو لجنة الأمن القومي بمجلس النواب.
– قامت المرأة المصرية علي مدار التاريخ بدورٍ فعال في حماية مصالح الوطن العليا .. و رغم ذلك مازالت بعض الأصوات تتهم المرأة بالضحالة و إنعدام الوعي السياسي..
← كيف تردين أولاً علي ذلك ؟
° إن هذه القلة من الأصوات تردد أقاويل باطلة ، بينما التيار العام يُعظم من مكانة المرأة لدرجة أن فخامة الرئيس خصص لها عاماً و أسماه “عام المرأة المصرية” كوسيلة لتكريمها علناً، حيث قامت المرأة المصرية علي مدار التاريخ بأدوارٍ حاسمة في حماية الأمن القومي ،و الإصطفاف خلف الدولة المصرية أثناء الأزمات ، لذا .. أزعم أن المجتمع بكل طوائفة قد أحتفى بالمرأة المصرية و أشاد بوعيها الثاقب و أدوارها الحاسمة ، لكن الأصوات الكارهة لإنخراط النساء في مناحي الحياة ستظل أصواتاً منبوذة من أغلبية الشعب المصري.
– تتصادم أحلام و طموحات المرأة العاملة المصرية مع واجباتها كأم و كزوجة ..
← كيف يمكننا دعم المرأة العاملة بما لا يخل بطرفي المعادلة، طموحها الوظيفي و دورها الأسرى؟
•لطالما قمت بالمطالبة بدعم المرأة بحزمة من التشريعات لكي تتمكن من إتمام دورها الإجتماعي و الأسري دون أن يؤثر على دورها العملي و الوظيفي كترس في عملية التنمية ، و ذلك تم بالفعل في العديد من القوانين التي صدرت خلال العشر سنوات الماضية ، و أحدث ما صدر كان داخل مشروع قانون العمل ، حيث يوفر للمرأة نوع من الحماية لحقوقها بغرض تحقيق العدل المنشود دون تمييز ،لكي تقوم بكل أدوارها بتناغم و دون تعارض قد يضطرها إلى التخلي عن مستقبلها المهني ، فإن للأمومة استحقاقات تستلزم تشريعاً مرناً يحميها و يجبر الضرر الذي قد يصيب المشوار الوظيفي للمرأة الأم.
سبق لك أن قولتي في تصريحات إعلامية مرئية ؟
•ان خوض المرأة لأي معترك يستلزم إمتلاكها للكفاءة و التحدي معا، لكي تحقق التوازن النفسي الذي يمنحها القدرة علي المواجهة “
س- ألا ترين أن ذلك يعني إقصاء غالبية النساء عن معترك العمل العام؟
•على العكس تماماً .. أرى أن المرأة المصرية هي الأقوى ليس بالعالم العربي فحسب بل على مستوى العالم بأكمله ، فهي تحمي وطنها ، و ترعى أسرتها ، و تتفانى في عملها ، و تربي أطفالها ، و تشارك في العمل العام.
حيث كانت دوماً علي وعي بمصالح الدولة العليا ،و يشهد بذلك دورها الأسطوري إبان مواجهة التيارات المتطرفة في الشوارع و الميادين دون أدنى رهبة أو تراجع ، مما يؤكد إيمانهن بذواتهن و أهمية دورهن في صون مقدرات الوطن.
° و أستطردت النائبة :
بل ، و الجدير بالذكر و المثير للفخر ، أن المرأة المصرية بكل فئاتها الإجتماعية سارعت للذود عن الوطن .. حيث وجدنا البائعات الجائلات يرددن نفس الهتاف المؤيد لصون الوطن بجوار الطبيبة و الموظفة و العاملة في تناغم نَدُرَّ أن نراه في أعتى ديمقراطيات العالم.
س-برأيك ..أليست الإشكالية تكمن في الثقافة الذكورية و الأبوية التي تسيطر على المجتمع ؟
•رغم أننا لم نزل نعاني من الفكر الذكوري إلا أننا قمنا بخطوات فعلية على أرض الواقع لحصار آثار هذا الفكر .. بل و حققنا عليه إنتصارات حاسمة ، و كل ذلك بفضل التوجه الرئاسي في دعم المرأة المصرية بمنحها الثقة في تقلد المواقع التنفيذية ، و فتح المجال العام أمامها حتى صارت قاضية و وكيلة للنائب العام ، و هي إنجازات ملموسة تمتعت بها في عهد السيد الرئيس الذي ميزها و كرمها بإختيارها في العديد من المناصب الرفيعة التي كانت ذات يوم حكراً على الرجال.
السؤال الثاني: مجلس النواب!
– حينما قام السيد الرئيس بإختيارك عام 2021 للتعيين في مجلس النواب أعتبرت ذلك تكليفاً و تشريفاً في الوقت نفسه و قلت نصاً :
“هو تكليف بمهمة جديدة بغرض دعم الوطن في حقل و أدوات جديدة فهل تنتوين خوض المعترك الإنتخابي أو الإنتماء لحزب سياسي ؟
•لم أزل في مرحلة بحث تلك الأمور لكي أتخذ القرار الصائب الذي يمكنني من خدمة الوطن و المواطنين.
– منذ عدة سنوات و الحوار المجتمعي يدور حول قانون العمل ، لكنه مايلبث أن يتعرض لتعثر يجمده ،و اليوم .. يعود القانون لمرحلة الحوار المجتمعي النشط من جديد.
س- برأي سيادتكم .. هل يمثل مشروع القانون أملاً لجموع عمال مصر ، أم ترينه قد يتحول إلى شَرَكٍ أو لغم ؟
•إن التقييم الموضوعي لمشروع قانون العمل بالمقارنة مع القانون الساري يقتضي بأن نُقر بأنه يحقق المزيد من الحماية للعامل المصري ، بل و أحسب أنه يزيد من مكتسباته .. فهو هدية البرلمان لعمال مصر و ليس شركاً لهم على الإطلاق.
° ثم أردفت :
تنهض فلسفة القانون على تحقيق التوازن المنشود بين أطراف العملية الإنتاجية، و خلق بيئة عمل آمنة و مشجعة على تنامي الإنتاج مع ترسيخ علاقات عمل تتسم بالعدل و المساواة و المرونة ، و كل ذلك بهدف تحقيق المصالح العليا للوطن و الإرتقاء بالعامل المصري.
السؤال الثالث :العمل النقابي &
– خوض الإنتخابات النقابية و العمالية يعد تجربةٌ خطرة لاسيما للمرأة في مجتمعاتنا العربية، لكنك حققت إنتصارات كاسحة علي الرغم من تعرضك لمحاولات زرع الخوف بنفسك بغرض إقصاءك عن المنافسة ..
س-أشرحي لنا كيف تمكنت من مجابهة تلك الهجمات ؟
•كلمة واحدة فقط تعد طوقاً للنجاة و هي : التجاهل ، أي تجاهل كل العراقيل المصطنعة و الشائعات الخبيثة .. ثم المضي قدماً صوب الهدف ، فالنجاح هو الرد البليغ على الحاقدين، ثم التسلح بالشجاعة لمواجهة المغرضين .. لأن الحق يتضح في نور المواجهة.
:
– الجمعية العمومية لنقابة المهندسين تضم 750 ألف مهندس في مختلف المحافظات ..
← كيف تمكنت من حصد أعلى الأصوات في ذلك المعترك العصيب؟
•أنتهجت الصدق نبراساً لطريقي المهني فهو كان المفتاح السحري لنيل الثقة العريضة التي حظيت بها من زملائي المهندسين ، ثم الرغبة المخلصة في خدمة الجموع مع الإنتشار بين تجمعات الزملاء ، أي أن الصدق و الإخلاص في العطاء مع بذل الجهد الدؤوب على مدار تاريخي المهني كانوا هم دعايتي و سبب حصولي على أعلى الأصوات