مجرد رأي…حديث الترقيات في اتفاق غير مكتوب

جدال الترقيات الذي لا ينتهي وصل الى اتفاق غير مكتوب مع رئيس التحرير ان علينا ان نترك الشد والجذب لشيوخ المهنة والمسئولين عن شئون القطاع لترى فيه مايحقق الصالح قدر الامكان . و سار رئيس التحرير على النهج وخفض من سقف توقعاته في تعليقاته على تأثير صدور هذه الحركات الموسعة وحتى مع تغيير بعض القيادات هنا او هناك بل وريما لم يعد يخرج حتي لمجرد التعليق عليها لأن لا شئ يتغير او يصيبه التحسن الملحوظ او حتى النشاط المرئي .

ويبدو انه نقض الاتفاق وبدأنا نري من يتجه الي مناقشة هذا الموضوع وطرح افكار وتصورات وكأن مشاكل القطاع انتهت وبدأنا في حصد الثمار والمناصب . كان هناك بالفعل امل بعيد في ان يتم اعادة هيكلة شاملة لمؤسسات القطاع تحدث تغيير نسبي وتزيل الترهل والسكون وتجعله اكثر ديناميكية وحيوية و سرعان ما توارت تلك الافكار والاتجاهات بعد مغادرة الكثير من القيادات التاريخية بالقطاع تاركة وراءها ارث ثقيل من المشاكل صعبة الحل والمنال . هكذا استمرت الهياكل الضخمة متخمة بالالاف وظلت الشركات تتبع نفس القواعد واللوائح العتيقة وانخفضت قيمة المناصب فيها لكثرتها ربما اكثر من انخفاض قيمة الجنيه واصبح صدور تلك الحركات لمجرد ارضاء العاملين ومنع ( هوسة) كل عام في انتظار الحركة .

لن تجد هذا ( الضجيج ) المطالب بالترقيات في اي من قطاعات الدولة سوي في قطاع البترول نتيجة مفهوم ترسخ من عشرات السنين بمميزات المنصب والتمتع بها قدر ما تتيحه كل درجة . و لكن مع عنفوان الازمة الحالية وتناقص الانتاج وارتفاع التكلفة وغلاء اسعار المحروقات وضغط الرأي العام وصراخ الالاف مطالبين بالتعيين من خريجين وعمالة مؤقتة بات من الضروري ان يتم التعامل مع هذه الظروف بمنطق التكافل الاجتماعي قسراً لا اختياراً فلا يمكن لدافع الضرائب ان يتحمل تكلفة مميزات واجور لمسئولين في قطاع ينتج حوالي نصف استهلاك البلاد وتكلفة انتاجه مرتفعة ويعاني من ديون بمليارات الدولارات .

بالطبع لا احد يزايد علي حقوق العاملين ولكن لكل مقام مقال وعندما نجد ان الظروف طاحنة والتكلفة مستعرة والجميع غاضب ومستاء علينا ان نتوخي الحذر في مطالبنا وعلي الاقل نلوذ ببعض الصمت والهدوء ليتصرف اولي الامر في هذا الموضوع الشائك بالطريقة التي يرونها لانهم هم من في موقع المسئولية وهم من يرون الصورة كاملة .

لم اعد املك الكثير في هذا الموضوع بعد ان توارت امال كبيرة في تغيير النظم والقواعد والهياكل التنظيمية، واري ان اثارته من وقت لأخر في هذا التوقيت هو نوع من المزايدة وربما العبث . والسلام ،،

#سقراط