مجرد رأي…اطردوا هذا الرجل فورًا

في تغريدة مثيرة، طالب الرئيس الأمريكي بطرد صحفية تعمل في شبكة CNN الإخبارية، لأنها كتبت مقالًا يشكك في صحة بعض المعلومات الرسمية الصادرة عن الجيش هناك.
وهنا تبدو الحمية الوطنية تجاه كل ما يصدر عن الدولة، من أعلى مستويات الإدارة فيها، ويُعتبر التشكيك نوعًا من الخطأ الجسيم، بل والخيانة الوطنية، التي تستوجب الطرد لعدم الأهلية والكفاءة.
هنا، بالفعل، تتجلى القدرة على الحسم بلا مناورات أو ادعاءات فارغة لتبرير الخطأ والتسامح فيه.
وبالمثل، لدينا من يستحق الطرد فورًا، فلا هوادة في تقصير أو إهمال أو سرقة أو انعدام للضمير الأخلاقي والمهني.
يجب طرد المسؤول عن واقعة بيع أنابيب البوتاجاز بالتجاوز للقانون، والاحتيال على الناس.
أين ذهبت التحقيقات الخاصة بها؟ وما هي إفادة “بوتاجاسكو”؟
لا أحد يعلم!
ما هو سبب حريق شاحنة البنزين التي راح ضحيتها سائق الشهامة والمروءة؟
ومن هي الشركة التي منحت تلك الشاحنة ترخيصًا أو شهادة صلاحية؟
لا أحد يعلم!
وهل تم الحساب؟
بل هناك شاحنة أخرى اندلعت فيها النيران في منطقة مصر القديمة بحي الجيارة، ولم يُعلن عنها، ونجا السائق بأعجوبة.
من المسؤول عن وجود الحفار الذي انهار بشكل عشوائي ومخيف؟
ومن هي الإدارة الفنية المعنية بتحديد أماكن هذه الحفارات المهجورة والتعامل معها؟
لا يزال العديد منها قائمًا في مناطق أخرى، وربما نشهد قريبًا كارثة مشابهة.
لا أحد يعلم من المسؤول، وأين نتائج التحقيقات في هذا الموضوع؟
أي سارق لكميات من البنزين أو السولار، وأي متلاعب في محطات الشحن، ممن يتفننون في التلاعب بأوزان السيارات بطرق مختلفة كتغيير وضع العجلات، يجب طردهم فورًا.
هؤلاء خانوا الأمانة واعتنقوا المال الحرام مذهبًا.
أي متلاعب في مخازن الشركات، يتصرف في ممتلكاتها وخُردتها بألاعيب شيطانية، يجب طرده فورًا من الخدمة.
وللأسف، هم معروفون، وتُسلّط عليهم الأنظار، وهم لا يدركون أو يتجاهلون.
أي كارِه لهذا الوطن، يتمنى خرابه، ويتقاضى آلاف الجنيهات، ويأكل من خيره، ويجلس مكرمًا معززًا دون عمل يُذكر، تغلب أيديولوجيته البغيضة وادعاءاته الزائفة بالإيمان والتقوى على مشاعره وتفكيره المريض، يجب أن يُطرد فورًا.
ذاك الذي استباح لنفسه ملء شركته بالعمالة المؤقتة البائسة من أقاربه وأصدقائه ومعارفه، ليضع القطاع في مأزق لا فكاك منه – يجب أن يُحاسب ويُقصى.
قائمة طويلة من التجاوزات ضاقت بها النفس والروح، فجّرتها تلك الكلمات القليلة التي باح بها رئيس دولة يغار على وطنه – سواء اتفقنا معه أو اختلفنا، فليس هذا موضوعنا.
إن ما نسعى إليه هو تغليب الشعور الوطني الصارم، الذي يجب أن يسود في مثل هذه الأوقات الحالكة، والظروف الصعبة التي لا يعلم شدتها إلا الله، في مواجهة فئة من البشر لا يهمها إلا تحقيق مصالحها الضيقة، حلالًا كان أم حرامًا.
بئس هذه النوعية من الناس، وعلينا أن نتطهر منهم بطردهم من حياتنا فورًا.والسلام،
#سقراط