مجرد رأي…إدارة الحفر في هيئة البترول..فوازير بلا جوائز!

لا يمكن أن يمر شهر رمضان دون أن تطل علينا الفوازير، فهي جزء من ذاكرته وطقوسه، لكنها تظل حبيسة هذا الشهر وحده، أما في قطاع البترول، فالفوازير لا تعرف موسماً ولا نهاية..فوازير مستمرة طوال العام، لكن عيبها الوحيد أنها بلا جوائز، بل وربما تجلب على من يحاول حلها سخطاً وهجوماً من كل حدب وصوب!
واليوم أضع أمامكم فزورة من العيار الثقيل..واحدة من تلك التي لا يحلها إلا من يُفضل بعدها أن يتوارى عن الأنظار، خشية “قذائف الاعتراض والتشنج”.
الفزورة الأولى: انهيار الحفار المهجور:
تبدأ أحداث الفزورة بانهيار حفار مهجور دون سابق إنذار، وكأننا لسنا على أرض مصر، وكأن الحادث وقع في منطقة خارج سيادة الهيئة العامة للبترول! والسؤال: أين هي إدارة الحفر؟ ومن يقودها؟وهل تتابع الإدارة الموقرة حالة الأجهزة والمعدات المشابهة المنتشرة في أماكن أخرى، والتي قد تتعرض لنفس المصير؟و هل تم إعداد تقارير فنية حقيقية تحدد حالة هذه الأجهزة، وتضع خططاً واضحة للتعامل معها؟
الإجابة المؤسفة حتى الآن: لا نعلم. وكل من يقترب من هذه الأسئلة يتلقى التجاهل أو الاتهام أو الإقصاء.
لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن هناك من يحاول جاهداً إصلاح ما يمكن إصلاحه، إنه المهندس أبو بكر عطا، مساعد رئيس الهيئة للحفر، الذي يبذل مجهوداً كبيراً لإعادة الانضباط الفني والتنظيمي داخل هذا القطاع الحيوي، لكن يده وحدها لا تكفي، الرجل يحتاج إلى من يعاونه ويسنده، لا من يعرقل طريقه.
الفزورة الثانية: غرق سفينة الإمداد في خليج السويس
المأساة لم تنتهِ بعد.. بالأمس، وفي مياه حقل الأشرفي بخليج السويس، انقلبت سفينة إمداد كانت تقل عاملين شرفاء، راح بعضهم شهيداً في سبيل أداء الواجب.
وهنا تتكرر الأسئلة الفزورية:
•هل هناك جهة تتابع حالة هذه السفن وصلاحيتها للعمل؟
•من يقرر أهليتها للتعامل مع طبيعة كل موقع وخصوصية كل رصيف بحري؟
•لماذا سُمح بالإبحار بعد غروب الشمس، رغم خطورة ذلك؟
•أين دور إدارات السلامة والبحرية في الشركات المعنية؟
بالطبع، التحقيقات ستُظهر أوجه القصور والمسؤولية، لكن السؤال الأخطر: هل نحن بحاجة دائمًا إلى مأساة حتى نفيق؟
إن إدارة بهذا الثقل والدور المحوري لا يمكن أن تظل تدار بهذا الشكل “الكاريكاتيري”، إننا بحاجة لتدخل عاجل من المهندس صلاح عبد الكريم رئيس الهيئة لإعادة ترتيب البيت من الداخل، وهيكلة الإدارة بشكل جديد وجاد، وإطلاق عملية تطهير واسعة وسريعة لكل من قصّر، بشكل مباشر أو غير مباشر، في كل الإدارات .
لقد اكتفينا ضحايا وخسائر، وكفانا تهاونًا، وإذا أردتم المزيد من الفوازير.. فانتظروني. والسلام،
#سقراط