الأربعاء 03 سبتمبر 2025 الموافق 11 ربيع الأول 1447

أين نحن من “اللابوبو”؟

195
المستقبل اليوم

هوس يجتاح العالم اسمه اللابوبو. هي دمية ذات وجه شرير غريب الأطوار، قام على تصميمها (كاسينج لونج) من هونج كونج، وهو عاشق لتصاميم الدمى والأيقونات. كانت أفكاره متضاربة بخصوص اللابوبو، وصمّم العديد من الدمى التي لم تلقَ نجاحًا. فاتجه إلى قراءة عقليات الناس وطريقة تعاملهم مع بعضهم في زمننا هذا، فأدرك أن الناس تريد أن ترى وجهًا غريبًا شرسًا يستطيع أن يفهم ويتعامل مع نوعيات البشر، بعد أن أصبح الغش والنصب الأخلاق السائدة في تعاملات الناس.

عموماً، ليس هذا موضوعنا على أي حال، ولكن الأهم في موضوعنا هو إظهار النجاح في كيفية خلق عناصر الابتكار والأفكار التي تحقق مليارات الدولارات من لا شيء. الأفكار والابتكارات هي السبيل الوحيد للتعامل مع هذا العالم.

لقد حقق متجر بوب مارت، المسئول عن توزيع هذه الدمية، مليارات الدولارات، بعد أن اصطفت أمامه طوابير من الراغبين في اقتنائها. وحتى في بلادنا، تهافت عليها الأغنياء، بينما اتجه الفقراء إلى النماذج المقلدة الرخيصة. كلمة السر هنا هي: ابتكار الأفكار والأشياء من العدم، لتحقق ما لا تستطيع الشركات الكبرى تحقيقه، وجذب رضا الأغنياء والفقراء على السواء. مبيعات اللابوبو تتفوق بمراحل على ميزانيات شركات كاملة لدينا، لأنها عرفت أهمية أن تبتكر أولًا، وكيفية مخاطبة العالم ثانيًا.

لقد افتقدنا ابتكار الشباب في شركاتنا، فلم نرَ أي اختراع أو أفكار لزيادة الإنتاج أو تخفيض التكلفة. حتى الأوراق العلمية التي تقدمها الشركات في المؤتمرات هي مجرد تجارب صمّاء، لا يستفيد منها أو يسمعها إلا من قام عليها. ولم نجد بحثًا واحدًا، أو أحدًا من هؤلاء الذين يحصلون على أعلى الدرجات العلمية، يخاطب الجميع بابتكار أو جهاز، أو يفتح لنا عصرًا جديدًا من طرق الإنتاج أو التعامل مع الخزانات الجوفية التي تعاني معظمها من مشاكل عاتية.

تبريرات شبابنا جاهزة دائمًا بأن المديرين متسلطون ويمنعونهم من إظهار مواهبهم وأفكارهم. لكنها حجج واهية، لأن الأفكار لها أجنحة تطير إلى المكان الذي تستطيع فيه أن تحيا وتنمو.

اللابوبو كشف قصور تعاملنا مع هذه الحياة الصاخبة، وأصبحنا ننتظر من العالم أن يفكر وينتج لنا. فانهار إنتاجنا، وأصبح شبابنا راضين بالوظيفة ولقمة العيش، وكل همهم إتمام الزواج ليس إلا. العالم من حولنا يبتكر ليصنع المال والثراء من العدم، يبحث عن الأفكار والابتكار ليحوّل العدم إلى ثروات واقتصاد ضخم ومصانع وعمال.

فإذا كنت قد اشتريت دمية اللابوبو ضمن حلوى المولد، فهنيئًا لك فرحتك بها. واعلم أنك تساند إنسانًا لا تعرفه، استطاع أن يأخذ من جيبك أموالًا برضاك، لأنه مبتكر ذكي.وكل سنة وأنتم طيبون.

#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط