السبت 20 سبتمبر 2025 الموافق 28 ربيع الأول 1447

من الذي اختار شركة شمال سيناء لزيارة الوزير؟

567
المستقبل اليوم

الجهة أو المسئول الذي اختار شركة شمال سيناء ليقوم الوزير بزيارتها في هذه الأيام يستحق التقدير والاحترام. فإذا كانت من وضعت زيارة هذه الشركة على الأجندة هي هيئة مكتب الوزير، فهم بذلك يتمتعون بحس سياسي عالٍ. أما إذا كانت الهيئة أو إيجاس، فهو اختيار له دلالاته ويستحق الإشادة.

وربما تثير هذه الزيارة التساؤلات كونها شركة صغيرة نسبيًا، إنتاجها قد لا يتجاوز الـ70 أو 80 مليون قدم مكعبة، ولكنها في الحقيقة لها أبعاد استراتيجية ربما أكبر بكثير من حجم إنتاجها. فهي شركة لها حقول تقع على ضفاف الحدود الساخنة، وزياراتها في هذا التوقيت تحديدًا لها دلالات سياسية وأمنية لا تُغفل. فهي دليل على استقرار جميع أنحاء البلاد وسير النشاط الإنتاجي حتى في المناطق الساخنة بشكل طبيعي وهادئ، وأن الدولة تفرض سيطرتها على كامل تراب وبحار هذا الوطن حتى آخر نقطة، وهو ما شجع على التخطيط لاستثمارات مستقبلية بها بملايين الدولارات.

بالتأكيد زيارة الوزير لمواقع الإنتاج لها تأثير، ولكن عندما تقترن بأبعاد سياسية وأمنية فإنها تصبح أكثر تأثيرًا وتصدر رسائل قوية للدول من حولنا ولسوق الطاقة العالمي باستقرار الأوضاع وانتظام وتيرة العمل في كل بقاع مصر وبحارها.

لقد أصبح العالم الآن يتلمس قرارات الدول وظروفها من دلالات اللقاءات وتوقيتها، بل ومن ألوان أربطة العنق للزعماء، فكل شيء في هذا العالم لا يجري على سجيته، وإنما لكل فعل أو رأي أو حتى ارتداء زي ولونه سبب ورسالة إلى كل من يهمه الأمر.

بالفعل توقيت الزيارة مهم جدًا، ومن اختار هذه الشركة في هذا التوقيت يتمتع بحس سياسي عالٍ وينظم أجندة الوزير باحترافية بعيدًا عن العواطف والمجاملات. تحية لكل من قام ونظم هذه الزيارة الهامة في هذا التوقيت المشحون، وتحية خاصة للمهندس رأفت البلتاجي المدير المصري للشريك الأجنبي. ونتمنى أن نرى للشركة فرعًا قائمًا بذاته في العريش ليعمر هذه المدينة أكثر وأكثر، ويرسل للعالم كله أن مصر آمنة حتى آخر نقطة على حدودها، وأن الجميع يعمل في هدوء وطمأنينة.

نتمنى أن نرى الوزير في كافة أقاصي حدود مصر الغربية حتى كلابشة، والجنوبية في حقل البركة للزيت وشلاتين حيث مواقع استخراج الذهب. تغليف زيارات الوزير بالحس السياسي هو توجه ناضج وذكي نرجو أن يستمر.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط