مجرد رأي…إلغاء عيد البترول ثم عودته..ما الفائدة ؟
عادة ما تحتفل الامم والدول بأيام لها تاريخ من الذاكرة صادفت فيها احداث و تضحيات ويظل الاحتفال بها نوعاً من استدعاء الكرامة الوطنية وتحية لأرواح الشهداء الذين ذهبت فداء لتلك الاحداث . وهذا تقليد ليس بالفريد في بلادنا ولكنه موجود في كل بلاد العالم . وتمثل الثورات الكبرى وانتصارات الحروب أهم تلك المناسبات أو ما يطلق عليها أعياد .
وجاء تحديد يوم ليكون عيداً لقطاع البترول في تاريخ استعادة حقول أبو روديس من ايدي اليهود بعد ان اوسعوه استنزافاً خلال احتلالهم سيناء التي حررها الجيش المصري بعد معارك ضارية . وهي بلا شك مناسبة سعيدة تدخل في حزمة العديد من الاحداث الهامة لانتصارات حرب اكتوبر.
وللاسف وكعادتنا يتحول الاحتفال بهذه المناسبات الفئوية الى مجرد فرصة للحصول على اي مزايا مالية مثلما حدث مع عيد العمال الذي كان يحضره الالاف انتظاراً للمنحه ولا يعرف اغلبهم السبب التاريخي للاحتفال بهذا اليوم . و بكل صراحة فوجئت بوصلة المدح والثناء على إعادة الاحتفال بعيد البترول ، بينما لم اجد من اعترض على عدم الاحتفال به خلال الاعوام السابقة . وللامانة فأنني اتذكر ان الوزاره كانت تصدر بيان لتهنئة العاملين كل عام بهذه المناسبة بدون اجراء مراسم او ان تكون المراسم ضمناً في نطاق افتتاح مشروع اوما شابه .
لم يعد (عيد البترول) يمثل مناسبة ذات اهمية كبيرة لدى عموم الشعب المصري بعد ان تضاؤل دور القطاع في انتاج الزيت والغاز واصبحت اسعار المشتقات البترولية مرتفعه . فقد الناس حماسهم لأي اكتشاف او تطوير يحدث في هذا القطاع الهام بعدما واجهوا صدمة و مرارة تناقص انتاج الغاز التي اطاحت بأحلام المصريين في ان يكون الغاز مصدر من مصادر دخلهم الكبيرة تعفيهم من تكلفة فاتورة استيراد كبيرة . لا يمكن ان تقنع الناس بأحياء ذكرى والتحدث عن الامجاد وحاضرك مفتقد لتأثير الحدث نفسه. يجب ان يستعيد البترول ثقة الناس فيه أولاً و يعمل في (صمت) بعيدا عن صخب الاحتفالات والمؤتمرات حتي يستعيد قوته ويصبح جديراً بحب واحترام الناس من جديد وتظل شعلته المضيئة رمزاً له بحق . اما إعادة احياء المناسبة لتكون ساحة انتظار لبعض المميزات المادية للعاملين به فهذا لا يهم الكثير من ابناء هذا الشعب المكافح ولا يمثل لهم مناسبة . عيدنا الحقيقي عندما نستعيد انتاجنا ونتوقف عن استيراد الغاز من جهات يكرهها هذا الشعب ، بهذا فقط يصبح للأحتفال بعيد البترول معني حقيقي. والسلام ،،
#سقراط